الفيلم المجري طفلة الأربعاء

عُرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الاثنين الماضي، الفيلم المجري "طفلة الأربعاء"، والذي لا يقدم الجريمة والعنف بشكل تقليدي وإنما عبر سرد يعتمد على صراع المشاعر والنظرة المتحدية لبطلته كينجا فيسي، التي تمثل للمرة الأولى وتؤدي شخصية "مايا" وهي أم صغيرة ولدت يوم أربعاء في آب/أغسطس 1994ولها طفل أبكم عمره 4 أعوام وتسعى لضمه إلى حضانتها.

وما زال سلوك بطلة الفيلم المجري "طفلة الأربعاء" مزيجًا من البراءة والرغبة في تحمل المسؤولية مع شراسة تشمل الجريمة والرغبة في تدمير الذات، حتى بعد تجاوزها سن الثامنة عشر بأشهر.

وقصة الفيلم، وهو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجته المجرية لي لي هورفاث- تنطلق من مقولة مجرية تذهب إلى أن مواليد الأربعاء لديهم القدرة على التحدي وبلوغ مرادهم، وهذه الثقة بالذات لدى "مايا" تحول دون وقوع الفيلم في الميلودراما حيث كانت ثمرة علاقة عابرة لأمها التي تركتها وهي طفلة لتنشأ في حضانة ترعى من لا عائل لهم كما يوجد الآن ابنها "كريستيان" في حضانة تشترط على "مايا" أن يكون لها عمل أو دخل لكي تضمه إلى حضانتها.

وتتحمس "مايا" لمشروع صغير تدير من خلاله مغسلة بعد استفادتها من قرض يقدمه مركز للشؤون الاجتماعية، ولكنه يشترط أن يكون مشروع المغسلة ضمن 4 مشاريع ويلزم أصحابها بسداد الأقساط وإذا أخلّ أحدهم بهذا الشرط يفقد الثلاثة حصتهم في التمويل.

ولكن الشاب "كريس"، الذي يعيش معها وقادها إلى السرقة باقتحام سيارات ومنازل، يغار عليها فيدمر لها المشروع ويجذبها إلى الاشتراك في جريمة سرقة جديدة ويشاهد المشرف على مركز الشؤون الاجتماعية والشركاء الثلاثة في المشاريع الأخرى تفاصيل الجريمة مصورة بكاميرا تلصصت على اللصوص.

وقبل صدور قرار من مشرف المركز باستبعادها تخبره بأن لها ابنًا تسعى لضمه لحضانتها وترى فيه جوانب ومشاعر إنسانية لا تجدها في صديقها اللص.

وتختتم الدورة الـ37 لمهرجان القاهرة، الجمعة المقبلة، بإعلان جوائز المهرجان حيث يتنافس مع "طفلة الأربعاء" في المسابقة الرسمية 15 فيلمًا من أستونيا وفرنسا والدنمرك وكوريا الجنوبية وإيطاليا وكندا والبوسنة والأرجنتين وكرواتيا ورومانيا والهند وأيسلندا والجزائر ومصر.

ومن سمات المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام وجود عدة أفلام تمثل العمل الروائي الأول لمخرجيها ومنها "1944" للأستوني إلمو نوجانين، و"أنا جندية" للفرنسي لوران لاريفير، و"بين ذراعيك" لسامانو أشيشي ساهلستروم، وهو فرنسي المولد دنمركي الإقامة، و"مينا تسير" للكندي يوسف باراكي الأفغاني المولد، و"حياتنا اليومية" للبوسنية إيناس تانوفيتش.