كتاب "ما هو التصوف"

صدرت الترجمة لكتاب "ما هو التصوف" للكاتب "مارتن لينجر" عن دار آفاق للنشر والتوزيع.

وترجم الكتاب توفيق محفوظ وأشرف شنودة، وجاء الكتاب ليسد النقص في المكتبة العربية؛ للحديث عن ماهية التصوف بشكل مبسط ونافذ، كما أصدرت آفاق لـ "مارتن لينجر" كتاب "الساعة الحادية عشرة" الذي ترجم إلى اللغة العربية.

ماذا يعتقد المتصوفون؟ ماذا يستهدفون؟ ماذا يفعلون؟ كلها أسئلة تدور في ذهن كل ما يقدم على التعرف على ماهية التصوف، وبخلاف كتاب آخرين عالجوا نفس الموضوع، يرد مارتن لينجر على هذه الأسئلة بإجابات شافية، فهو قادر على إعطاء إجابات كثيرة للسؤال الأساسي.

ولنأخذ مثالين على ذلك فمنذ نحو ألف عام مضت، عرف أحد كبار المتصوفين التصوف "بالذوق"، لأن هدفه ومقصده يمكن أن يلخصا كمعرفة مباشرة بالحقائق المتعالية، فإن هذه المعرفة، بقدر ما يخص كونها مباشرة، تقارن مع تجارب الأحاسيس أكثر من مقارنتها مع المعرفة الذهنية.

وينبهنا مارتن إلى أن معظم القراء الغربيين لهذا الكتاب، سمعوا في بداية حياتهم أن "ملكوت السماوات في داخلكم"، وأيضا سمعوا الكلمات: "اطلبوا تجدوا؛ اقرعوا الأبواب وسيفتح لكم"، ولكن كم منهم وصلتهم أي تعليمات تخص طريقة الطلب أو فن الطرق على الأبواب؟

وتبادر في ذهن الكاتب - في لحظة كتابة هذه الكلمات الأربعة الأخيرة - أن في السياق المعطى، إجابة للسؤال ذاته الذي يفرضه العنوان، كتاب "ما هو التصوف" لا يفي بغرض إعطاء مقدمة واضحة للتصوف يعتمد عليها فقط، ولكنه أيضا فريد في دقته وموثوقيته.

وأصبح كتاب "ما هو التصوف" كتاب التحضير لمختلف الدورات في المعاهد على جانبي المحيط الأطلنطي، كما تم نشره باللغات الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية، والآن تقدمه آفاق باللغة العربية.

جدير بالذكر، أن مارتن لينجر ولد في لانشكير، بإنجلترا عام 1909، وبعد حصوله على شهادة في الأدب الإنجليزي عام 1932 من جامعة إكسفورد، سافر إلى ليتوانيا لتدريس الإنجليزية الأنجلو ساكسونية وإنجليزية العصر الوسيط، ولكن اهتمامه بالتصوف وباللغة العربية أخذه إلى مصر عام 1939، وفي العام التالي أصبح محاضرا في جامعة القاهرة.

وفي عام 1952 عاد إلى إنجلترا وحصل على درجة علمية في اللغة العربية من جامعة لندن، وفي عام 1970 أصبح المشرف على قسم المخطوطات والمطبوعات الشرقية بالمتحف البريطاني، وفي عام 1973 أصبح قسمه جزءا من المكتبة البريطانية، وكان مسئولا مسئولية خاصة عن المخطوطات والكتب العربية لمدة تسعة عشر عاما.