القاهرة ـ أ.ش.أ
صدر عن الدار المصرية اللبنانية مؤخرا كتاب "الحجر والصولجان"، من تأليف الدكتور خالد عزب، ليثير جدلية العلاقة بين السياسة والعمارة، أي السلطة بالعمارة.
وقسم المؤلف هذه العلاقة إلى ثلاثة مستويات، المستوى الأول العمارة كشاهد على الأحداث السياسية كالمواكب السلطانية أو اعدام السياسيين كإعدام السلطان طومان باي؛ آخر سلاطين المماليك، على باب زويلة.
ثم انتقل المؤلف إلى المستوى الثاني وهو الرمزية السياسية للعمارة التي درسها من خلال قلعة صلاح الدين في القاهرة وقصور "طوبقو سراي" في استبول وقصور الحمراء فى غرناطة بالأندلس، أو من خلال التحدي المعماري لبناء أكبر قبة في العالم الذي نجح المعماري العثماني المشهور سنان باشا في التفوق على قبة آيا صوفيا بقبة المدرسة السليمانية المنسوبة للسلطان العثمانى سليمان القانوني.
لينتقل المؤلف إلى العمارة المعاصرة ورمزيتها، مثل رمزية قصر عابدين لانتقال السلطة من القلاع إلى القصور نتيجة لتطور سلاح المدفعية الذي أجبر الحكام والسلاطين فى كل أنحاء العالم على الاحتماء من سلاح المدفعية المدمر بالسكن فى وسط المدن، مع تنازلهم عن جانب من السلطة للمجتمع.
ودرس المؤلف لأول مرة رمزية ودلالات قبة جامعة القاهرة التي رمزت إلى رغبة مصر في أوائل القرن العشرين في التقدم عبر الارتقاء بالتعليم .
أما المستوى الثالث فهو العلاقة الفكرية بين العمارة والسياسة، وهو الذى كتب فيه علماء السياسة الشرعية فى الحضارة الإسلامية مفصلين طبيعة علاقة الحكام بالمدن وتخطيطها وتطور عمارة مقر الحكم فى العالم الإسلامى عبر العصور.