القاهرة ـ مصر اليوم
وافقت دار "شبرنجر" الألمانية على ترجمة ونشر دراسة الكاتب المصري عمار علي حسن "إصلاح التصور الإسلامي"؛ ضمن كتاب "الإصلاح في الإسلام"؛ وهو مشروع مهم يشارك فيه أحد عشر باحثا وأستاذا من دول أوربية وعربية عدة.
ويقوم بتحرير الكتاب، الذي يتناول قضية الإصلاح في الإٍسلام بين الرفض والتأييد، ثلاثة أساتذة هم الدكتور علاء سرحان خبير الحركات المتطرفة والسلفية في مكتب التحقيقات الجنائية في ألمانيا، وميشيل كرويتس الأستاذ بجامعة بوخم، ويورجن كلوسمان الأستاذ بالأكاديمية الإنجيلية بألمانيا، حيث تتم المقارنة بين تجربة الإصلاح الديني في المسيحية وبين ما ينادي به المسلمون الآن من تجديد للخطاب والفكر والرؤية الدينية.
ويرى عمار علي حسن في دراسته أن الإصلاح في الإسلام لن يتم إلا وفق خمسة شروط، أولها: الإقرار بأن الإيمان مسألة فردية، ما يعني عدم وجود أي وسيط بين العبد وربه، وألا يحق لأحد أن يحكم على إيمان أحد، أو يتحكم فيه، أو يتدخل من أجل تحديده إلا بتذكير ووعظ لا تتبعه وصاية ولا سيطرة ولا إجبار لإنسان على إعلان الإيمان؛ وهو تصور، فضلا عن أنه يتطابق مع مضمون "النص القرآني" فإنه يتوافق مع العقل الطبيعي.
والشرط الثاني هو احترام العقل باعتباره مكملا ومفسرا لمسيرة الوحي، وذلك في وجه التصورات الدينية المتشددة التي تتعامل مع العقل إما بوصفه خصما للوحي، أو ساعيا إلى الافتئات والجور عليه، أو تنظر إليه بوصفه قاصرا عن فهم الوحي.
أما الشرط الثالث، وفق الدراسة فهو، الاهتمام بالوعي الأخلاقي، والذي تعاني الرؤى الدينية المطروحة من فقر شديد فيه، رغم أن الانشغال به، والسؤال عنه، قديم في الثقافة العربية الإسلامية.
ويقول عمار: "غياب الجانب الأخلاقي، المرتبط إلى حد عميق وبعيد بالروحانيات ويقظة الضمير، أدى إلى تحويل العبادات إلى مجموعة من الطقوس الجوفاء، وجعل المعاملات تقوم على النفعية".
ويتعلق الشرط الرابع بالتمييز بين الدين والسلطة السياسية، نظرا لأن الربط بينهما حول الدين إلى أيديولوجيا أو إطار يبشر بالسلطة باعتبارها غاية، فيما تبين لنا خبرة التاريخ أن السعي إلى السلطة السياسية كان الخنجر المسموم الذي طعن كل الأديان، من دون استثناء، ولذا فإن مصلحة الدين تقتضي التمييز بينه وبينها قبل مصلحة الساسة، وكل من يطرح الدين باعتباره مشروعا للسلطة، أو يتذرع بأن الوصول إلى السلطة ضروري لحراسة الدين ونشره، هو في حقيقة الأمر يتلاعب بالدين.
والشرط الخامس، وفق الدراسة، هو تحديث المجتمع، حيث يساعد هذا في تقبل الناس للأفكار الجديدة، وهي مسألة ترتبط بالأساس بالتعليم وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وينهي عمار دراسته بالقول " القيمة المركزية في الإسلام هي "الرحمة" فلنبحث عنها وأينما وجدناها سنجد الإسلام الحقيقي، بعيدا عن التفاصيل والتماحيك والتصانيف التي صنعها من زعموا أنهم قيّمُون على الإسلام عبر تاريخه الطويل".