القاهرة ـ ا ش ا
ليست "أولاد حارتنا" مجرد رواية يطرح فيها نجيب محفوظ أسئلته حول العدل والحرية، إنها حكايتنا مع السلطة؛ كل سلطة، حكاية مجتمعنا نفسه وشوقه للتفكير خارج الصناديق الضيقة.
بدت الرواية على مدى أكثر من نصف قرن كنزا، تتصارع عليه القوى السياسية، والدينية وتحاول توظيفه لمصلحتها الخاصة، ورمزا لمعارك ثقافية واجتماعية، تتخذ كل فترة شكلا جديدا، حتى بلوغ الذروة بمحاولة اغتيال على يد شاب لم يقرأ حرفا باستثناء فتاوى شيوخه.
عبر رحلة بحث في مئات الوثائق والدوريات، وبلغة تمزج السرد الصحفي بتقنيات السينما التسجيلية، يلتقط محمد شعير دراما اللحظة المتوترة التي أثارتها "أولاد حارتنا"، ليتجاوز كونها أزمة في حياة صاحبها، ليصل إلى أنها وسيلة لقراءة آليات وتفكير المجتمع، وكشف طبقات أعمق منه، والتماس بعض جذور المواجهة بين حرية الفكر واستبداد الرجعية.
إنها قراءة لا تنشغل بالإجابة أكثر من انشغالها بطرح الأسئلة، ومن ثم تبدو مرآة لواقعنا الراهن.. هي رواية الرواية، رحلة بحث عن التفاصيل المنسية، حول البشر، والزمن، والتحولات، ودوائر الصراع المكتوم داخل حارتنا المأزومة.
محمد شعير: كاتب صحفي، ولد عام 1974، ودرس الأدب الإنجليزي، حصل على العديد من الجوائز من بينها جائزة دبي للصحافة، وجائزة نقابة الصحفيين لدورات متتالية.
صدر له: "كتابات نوبة الحراسة: رسائل عبد الحكيم قاسم"، "مذكرات الآنسة أم كلثوم"، "إدوارد سعيد: المفكر الكوني" (بالاشتراك مع آخرين).. ليست رواية "أولاد حارتنا" مجرد رواية يطرح فيها نجيب محفوظ أسئلته.