كتاب القاهرة وما فيها

قال الناقد سيد محمود إن مساحات كبيرة في كتاب "القاهرة وما فيها" للكاتب الراحل مكاوي سعيد جاءت من مخيلة روائية عملت على استعمال الكثير من السرديات التاريخية المطمورة وبقى فيها شغف صاحب "تغريدة البجعة" بالتاريخ الاجتماعي للمدن، انطلاقا من وعي بمؤلفات الكتاب الهواة، أو المؤرخين غير الرسميين.

جاء ذلك خلال ندوة أقيمت في بيت السناري بالتعاون مع "صالون قنديل أم هاشم" الثقافي؛ للاحتفال بصدور كتاب "القاهرة وما فيها" عن الدار المصرية اللبنانية، وهو آخر كتب مكاوي سعيد وقد انتهى من كتابته قبل رحيله في شهر ديسمبر من العام الماضي.

وفي الندوة التي أدارها وقدمها الصحفي سيد محمود كشفت الناشرة نورا رشاد، ممثل الدار المصرية اللبنانية، عن وجود مخطوط روائي غير مكتمل للكاتب الراحل كان قد اختار له اسما لكن الدار غير راغبة في الافصاح عنه أو نشره في صيغته الحالية. 

من جهته ، أكد الفنان التشكيلي عادل السيوي الذي قدم الكتاب وعلق عليه علمه بوجود هذا المخطوط مؤكدا أن الكاتب الراحل أطلعه على بعض صفحاته وكان يتوقع أن يمثل قمة تألقه الإبداعي.

واعتبر السيوي أن مكاوي سعيد "عاش حياته وكأنها عمل فنى، فهو لم يشبه أحدا إلا نفسه، فهو حالة إنسانية شديدة الخصوصية بكتابته وحياته التى لم نرها فى غيره".

وأوضح أن أكثر ما لفت نظره عقب وفاة الراحل تعلق بنصوص الرثاء التي كتبت في وداعه وعكست مرارة الفقد معتبرا أن الجميع تصوره جزءا من فضاء وسط البلد الأليف الذي ينمي لدى الجميع الشعور بالالتصاق مع المدينة ونفي الغربة عنها. 

وقال ن مكاوي سعيد في نصوصه كلها "خلع الباب" الذى كان بينه وبين العالم، فلم يضع نفسه أبدا فى نمط الصعلوك أو الكاتب الذى يشعر بأنه لم يحظ بحقه، بل على العكس كان مكوثه أغلب الوقت فى وسط البلد، نفيا لهذه الصورة وتأكيد علي انعدام المسافة مع المكان لدرجة التوحد معه.

وأشار السيوي إلى أن القاهرة التي اعتنى بها الكاتب الراحل وأرخ لها ظلت في محيط "وسط البلد"، ولا شىء غير ذلك، فهو لم يكن متسكعا بالمعنى الذي عرفه شاعر مثل بودلير على سبيل المثال لكنه تحصن بالمكان كجزء من الشعور بمتاهة المدينة، وهذا ما يفسر لنا مقولاته بشأن النظر لوسط البلد بوصفها العاصمة الفخرية للقاهرة