دبي ـ مصر اليوم
يهمس الشاعر محمد الفوز، عن جديده "تشويه سمعة النَدم" وكيف جعل من الفجيعة فرحاً، في نص موازي عتباتي جاء به تعزيزاً للنص الأصلي، وتمكيناً لقيمته في احتواء هذه التجربة، والتعبير عنها، وتشكيلها في طقوس إبداعية خاصة لها صيغة التقديم والتأثير والمفارقة، وهي ما يقوله الشاعر في العتبة النصية الأولى والتي اختارها لتكون بمثابة التقديم للمجموعة والمفتاح الذي يربط القارئ للنص بنسيجه الداخلي وثيماته وهويته ورسالته في "وشاية.. بعضُ الفجيعة فرحٌ آخر" يكتب محمد الفوز، "لو كتبتُ زاوية للحزن في غرفةِ النص؟ لو كتبتُ عن الفجيعة بوصفها فرحٌ آخر؟ فبأي لغةٍ سأنفض الورق، وأغسل عين الكلماتِ ثم أجففها بالمرايا التي تكتحل في وجه امرأةٍ، وووو.... لقد أرهقني الزمن، ولا أطوي صفحةَ ذكرياتٍ إلا وأمامي تراثُ العويل ينهضُ من رفّ العزلة ويتهادى بخيلاءٍ في مطلع الحكمة حتى يجادلني في حياةٍ كانتْ تعيشُني أكثر مما أعيشها، فما أتعس أن تكون حياتك مفروضة في حين أنكَ قادرٌ على استمالتها لأجل غير مسمى إلا أن شرفَ الآخرين يُخفف من عبْ الأسى، ويجعلك منهوباً لقدرٍ بعيد كالغربةِ مثلاً، هكذا أجدني في نصوص "تشويه سمعة النَدم" أحاول الحياة بأسلوبٍ لغوي، ويلبسُني العري كما لو ملامحي الحجازية أكثر جمالاً من روحِ الإحسائيّ الذي يتجلببُ بالقرى ويطيشُ بالمُدن، هذا أنا وطفولة السرابِ هي حالة عناقٍ في وجهي الذي يَرى أكثر من أن يُرى، لهذا بصّارٌ واحد في حياةٍ أليمة يكفي لأن يستوعب المستحيل؛ فيكتبه ما رأيكم أن تكتبوا المستحيل بدلاً عني؟!! (...)".
ويُشارك الشاعر قارئه في فعل الكتابة وفعل القراءة في النص المكتوب وينهض بمهمة إنتاج النص على أكمل وجه، لنقرأ النص المعنون بـ "النّدم" "صداع مزمنٌ في رأس القصيدة/ لا يبرره سوى النّدم/ على أسئلة جوفاء/ كانت تعبر أرصفة العقل/ ولا تقف!/ كانتْ تهدم جدار البحر/ وينتفضُ الماء/ لهذا العري الملبّد في قوارير اللامبالاة/ من يلوذ بالفرار المؤقت/ ويترك ضجة النوايا... خلفه/ سوف ينزلُ لمنحدرِ المراثي/ فكل من يسقط/ بعين الكلام/ لا يرفع التأويل/ ألم تتورط القصيدة أكثر/ بشعراء ماتوا/ وفي أفواههم حجر النرد؟؟..."، ويتألف الكتاب من نصوص نثرية توزعت على أربعة عناوين رئيسية هي ملامح أولى "عيب التردد"، ملامح ثانية "رئة الظل"، ملامح ثالثة "مفاتيح الرغبة"، ملامح رابعة "هندام الغفلة".