القاهرة ـ توفيق جعفر
صدر كتاب جديد للدكتور محمد داوود تحت عنوان "عزيزي الملحد"، الذي يبين مؤلفه أنه جاء في إطار حرب الأفكار والثقافات التي يتعرض لها المجتمع المسلم، والتي تعد أخطر من الحروب العسكرية.
واعتبر المؤلف أن ظاهرة الإلحاد ليست جديدة، فقد تعرض لها الإسلام في عز قوته، إلا أن المجتمع في بدايته كان من القوة والتماسك الإيماني والعقدي بالشكل الذى يقضى على أي فكرة منافية للفطرة وللدين، و فى ظل الطرح المشوَّه للدين، بين الإفراط والغلو والتشدد والتفريط والتساهل، وتحول المرجعية فى الدين إلى الشهرة بدلًا من التخصص والكفاءة، وفى ظل ما يروجه الغرب من "أن الاسلام ضد العلم" و "أن الإسلام سبب التأخر"، بات التشكيك فى ثوابت الإيمان والعقيدة أمر ممنهج.
ويرصد الكتاب الظاهرة وأسبابها من خلال عرض لأسئلة الملحدين كما وردت للمؤلف بنصها ودون تصويب لغوي أو إملائي لها لتكون وثيقة دالة على ما وصل إليه هؤلاء الشباب من حالة الفراغ الرهيب والذى يسأل عنه الدعاة والمثقفون والعلماء.
وتتعرض هذه الأسئلة والأجوبة لقضايا مهمة بشأن الخالق والخلق والغيب والعرش والإله، ولماذا لا يتدخل الإله لوقف المجازر والحروب والشر فى العالم، وما حكمة وجود الشر فى العال، ولماذا خلق الإله حيوانات متوحشة وسامة فى العالم، ولماذا المرض، ولماذا العذاب فى الآخرة، ولماذا يحاسبنا الإله وهو الذي كتب علينا كل شئ، وما صحة ادعاء وجود أخطاء علمية في القرآن الكريم.
ويتناول كتاب "عزيزي الملحد" الدوافع الحقيقية للتطرف والعنف من بينها الاختراق الثقافي والحروب الفكرية التي تهدف إلى صناعة الهزائم النفسية في البلاد الإسلامية، ويقابل هذه الحروب الفكرية والهجمات الخارجية واقع داخلي مرير وغارق فى السلبيات بداية من الطرح المشوّه للدين إلى السقوط العلمي للمجتمعات الإسلامية وانتشار الفساد وصناعة الزيف.