صورة ارشيفية

تم اليوم تدشين أول شركة تكنولوجية لاستخدام الصوامع البلاستيكية لتخزين القمح ممولة من وزارة البحث العلمی ممثلة فی أكاديمية البحث العلمی والتكنولوجيا وينفذها معهد بحوث الهندسة الزراعية بوزارة الزراعة.

وشهد الإعلان عن تدشين الشركة الدكتور شريف حماد وزير البحث العلمي، والدكتور خالد حنفی وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء إبراهيم يونس وزير الإنتاج الحربي، والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمی والتكنولوجيا، وعدد من رؤساء مجالس إدارة المصانع الحربية وخبراء المجال والمستثمريين.

ومن جانبه، قال الدكتور شريف حماد "إن هذا اللقاء يأتی إطار خطة الوزارة للتكامل مع كافة الوزارات الحكومية والقطاع الخاص لوضع حلول تكنولوجية واقتصادية وعاجلة وقابلة للتطبيق للتحديات التي تواجه المجتمع والمواطن المصري".

وأشاد وزير التموين بالفكرة البحثية ونقلها إلی أرض الواقع، خاصة وأنها تساهم فی حل مشاكل التخزين والتداول لمحصول القمح وتقلل من نسبة كبيرة للفاقد، مشيرا إلی أن هذا المشروع يعد نواه للتعاون والتنسيق مع وزارة البحث العلمی، حيث انتهی عصر العمل كجزر منفصلة خاصة وأن البحث العلمی السبيل الوحيد للتنمية.

وأوضح أن الفترة القادمة ستشهد تطويرا كبيرا فی عمليات التحزين والتداول للمحاصيل، وسيتم تطوير 164 شونة ترابية "مشروع بلومبرج" فی الوادی والدلتا، كما أنه سيتم لأول مرة تصنيف القمح بالتعاون مع الوزارة، منوها بأنه جاری العمل علی إنشاء بورصة للقمح يكون مركزها مصر.

واقترح وزير التموين أن يتم البدء فی تنفيذ تكنولوجيا الصوامع البلاستيكية من خلال الشركة القابضة للصوامع والتخزين التابعة للوزارة، بالتنسيق مع وزارة الانتاج الحربی فی مناطق واسعة.

وبدوه، أعرب اللواء إبراهيم يونس وزير الانتاج الحربی عن استعداد الوزارة لتصنيع كافة مكونات تلك التكنولوجيا محليا نظرا للعائد التنموی المنتظر أن يتحقق علی أرض الواقع.

ومن ناحيته، قال الدكتور محمود صقر رئيس الأكاديمية "إن التكنولوجيا الجديدة هي مبادرة من الأكاديمية لتطوير تكنولوجيا وطنية للتخزين الأفقي باستخدام الصوامع البلاستيكية تساهم فی حل المشاكل التی تواجه نظام تخزين المحاصيل المختلفة، ومنها القمح، مؤكدا أن التكنولوجيا الجديدة لا تحتاج إلى استثمارات ضخمة كما هو الحال في الصوامع المعدنية الرأسية المكلفة، فضلا عن التكلفة الباهظة للطاقة المستهلكة في عمليات التعبئة والتفريغ والتهوية لتلك الصوامع المعدنية".

وأضاف أن الأكاديمية مولت النموذج الأولي لتخزين 2000 طن قمح هذا الموسم بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، وبناء علي نجاح تلك التجربة قام عدد من رجال الأعمال المصريين بإنشاء شركة تكنولوجيه قائمة علي مبادرة التخزين الأفقي للقمح.

وقدم الدكتور مصطفى الخولی الباحث الرئيسی للمشروع عرضا تفصيلا عن التكنولوجيا الجديدة، مؤكدا أن تلك التكنولوجيا مطبقة فی عديد من الدول، ومنها (السودان، وأستراليا، وإيطاليا، وأوكرانيا، وكندا، وجنوب أفريقيا، والأرجنتين)، حيث بلغ حجم التخزين عن طريق تكنولوجيا الصوامع الأفقية إلي ما يزيد عن 35 مليون طن حبوب سنويا.

وأكد أن الطرق التقليدية في عمليات النقل والتداول والتخزين يعرض المحصول إلى فاقد كمي من 10 إلى 15% على أقل تقدير، ما يعادل مليون طن في المتوسط سنويا تصل قيمتها إلى ما يعادل 3 مليارات جنيه، إضافة إلى انخفاض جودة القمح المخزن نتيجة تعرضه للإصابات الفطرية والحشرية.


وأشار إلی أن مبادرة الأكاديمية لتنفيذ تكنولوجيا الصوامع البلاستيكية الأفقية تعتمد علی تكنولوجيا متطورة تضمن العزل التام للحبوب المخزنة، ومنع ارتفاع درجة حرارتها لمدة قد تصل إلى 18 شهرا، مع الحفاظ على توازن الغازات، مما يمنع نمو الفطريات والبويضات الحشرية.

ومن جانبه، أوضح الدكتور عمرو هلال المطور الصناعي للمبادرة أن الصوامع الجديدة توفر كثيرا من الجهد والمال مقارنة بالنظام التقليدي، وذلك دون أي أعباء إضافية أو تكلفة استثمارية علي الدولة، وأن الشركة تطمح إلي تخزين ربع مليون طن قمح في الموسم القادم في المواقع التي تحددها الدولة لترتفع إلي مليون طن ومضاعفاته في غضون 3 سنوات.