القاهرة- سهام أبوزينة
تسعى وزارة البترول إلى التعرف على تجارب المراكز الإقليمية العالمية في تداول وتجارة البترول والغاز، للاستفادة من هذه التجربة وتطبيقها في مصر، لدعم مشروعها القومي، للتحول إلى مركز إقليمي لتداول وتجارة البترول والغاز. وآخر خطوات وزارة البترول في هذا الصدد التعرف على تجربة هيئة ميناء روتردام الهولندية، وذلك خلال استقبال المهندس طارق الملا، وزير البترول، وفدا من الميناء.
ويعد ميناء روتردام الأكثر أهمية في أوروبا، ويعد أحد أهم المحاور العالمية لشحن البضائع، لموقعه المتميز على بحر الشمال - الخط البحري الأكثر نشاطاً في العالم، وخاصة في نقل النفط والكيماويات والحاويات والحديد الخام والفحم والمعادن. ويصل إجمالي حجم النقل البحري بالميناء 370 مليون طن من البضائع سنويا (تنقل حوالى 10 ملايين حاوية 20قدما)، ويقدم خدماته لحوالي 380 مليون مستهلك.
وبحسب تقارير دولية فإن النفط الخام ومنتجات النفط والكيماويات السائلة تمثل نصف البضائع التي تنقل عن طريق الميناء، ويضم منطقة مخصصة للكيماويات تضم العديد من المصانع، إذ يوجد أكثر من 20 شركة عالمية لها فروع في المنطقة الصناعية، ومعظم الكيماويات نصف المصنعة تحمل إلى المناطق الخلفية لهولندا والدول المجاورة عن طريق خط أنابيب، ويمتلك ميناء روتردام العديد من محطات متخصصة للناقلات، من أجل نقل النفط الخام ومنتجات النفط والكيماويات.
وشركة "شل" أنهت مشروعا تكلفته 1.3 مليار يورو في أحد الموانئ المتخصصة بالميناء، فالتسهيلات التي يمنحها الميناء للمواد الكيماوية الخام وتوزيعها في أوروبا تلعب دورا كبيرا، فروتردام تمتلك وضعاً متميزاً كميناء أساسي لكيماويات أوروبا بالنسبة للموردين والمشترين وخدمات المصانع.
ومن خلال تكنولوجيا التحميل والتفريغ، الذي يتم بشكل آلى بدون تدخل بشري، صنع اسم فريد لروتردام وظهر ذلك من خلال التطوير الهائل وتطبيق أحدث الطرق بالنسبة لأنظمة محطات النقل. وخلال اللقاء بين الوزير والوفد الهولندي تمت مناقشة ملامح المشروع الجاري دراسته لإنشاء مركز للخدمات البحرية واللوجيستية الأولى في ميناء دمياط، والذي يمتلك مقومات النجاح والخصائص المطلوبة لتحويله لميناء عالمي، ثم في موانئ بحرية أخرى وذلك لتقديم الخدمات اللازمة للشركات العاملة في أنشطة البحث عن الغاز الطبيعى وإنتاجه من البحر المتوسط ، إذ يسهم المشروع في تعزيز البنية التحتية ودعم وزيادة أعمال الاستكشاف والتنمية للحقول الواقعة في تلك المنطقة لإضافة قيم اقتصادية جديدة إلى الاقتصاد المصري.
ويتم ذلك من خلال مشاركة الوفد الهولندي في ورشتي عمل في القاهرة ودمياط مع فرق العمل المتخصصة من الشركة القابضة للغازات الطبيعية "ايجاس"، وممثلي الهيئة الاقتصادية لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وموانئ البحر الأحمر ودمياط والشركات البترولية العاملة في البحرين المتوسط والأحمر، لنقل الخبرات وتجربة ميناء روتردام كمركز عالمي لتداول وتجارة البترول والغاز إلى الجانب المصري.