قفزت أسعار الفانيليا بأكثر من 100% منذ العام الماضي وحتى الآن ليتجاوز سعر الكيلو غرام 500 دولار، بعد أن تحولت شركات الأغذية العالمية مثل "نستله" السويسرية لمنتجات الألبان و"هيرشي" البريطانية للشيكولاتة والحلويات من مكسبات الطعم والرائحة المصنوعة من المركبات الكيميائية إلى الفانيليا الطبيعية.

وقالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية إن أسعار الفانيليا الطبيعية سترتفع أكثر وأكثر خلال العام الجاري، بسبب الأعاصير الاستوائية - التي ضربت مدغشقر، أكبر منتج للمحصول فى العالم خلال مارس/آذار الجاري، والتي كانت الأعنف منذ 13 سنة، وستؤدي إلى تقليص الإنتاج بأكثر من 30% خلال هذا الموسم .

ويتوقع أن تنتج مدغشقر هذا العام حوالى 1000 طن فانيليا فقط، بعد أن أنتجت  العام الماضي 1200 طن، وإن كان متوسط إنتاجها فى الظروف المناخية المواتية يصل إلى 1500 طن من إجمالي إنتاج العالم الذى يبلغ 1500 طن من الفانيليا، ويرى مدير شركة "أوست آند هاشمان" الكندية أقدم شركة فانيليا في العالم دافيد فان دير فالد، أن أسعار الفانيليا الطبيعية سترتفع كثيرًا هذا العام، بسبب انخفاض إنتاج مدغشقر التي تنتج 75 % من المعروض العالمي، خصوصًا مع تزايد الطلب من شركات الأغذية العالمية على الفانيليا، التي تدخل في تحسين مذاق ورائحة العديد من المشروبات والأطعمة، مثل الكابوتشينو والمعجنات والآيس كريم.

ويتفق الرئيس التنفيذي لشركة "نيلسون ميساي" كريغ نيلسون إحدى أكبر خمس شركات أميركية لتوريد الفانيليا مع دافيد فى ارتفاع أسعار الفانيليا، ولكنه لا يعرف نسبة الزيادة في الأسعار ولا المدة التي ستستمر فيها هذه الزيادة، ولاسيما أن المزارعين غير قادرين على مواكبة الارتفاع في الاستهلاك العالمي، على هذا المنتج الطبيعى، إذ تستغرق محطات إنتاج حبوب الفانيليا ثلاث إلى أربع سنوات لتوريد منتجاتها.

وكانت آخر مرة وصلت فيها أسعار الفانيليا إلى مستوى 500 دولار للكيلو عام 2003 – 2004 بسبب ضعف الإنتاج، غير أنها انهارت بسرعة في الأعوام التالية مع انكماش الطلب عليها واتجاه الشركات إلى استخدام الفانيليا الصناعية كما يقول "دافيد" الذي يتوقع نفس الاتجاه إذا استمر الارتفاع في الأسعار وضعف الإنتاج، ويقول رئيس شركة يوروفانيليا الفرنسية لوران بورغوا، إنه عندما انكمش الطلب العالمي على الفانيليا بحوالي 40 % منذ 10 سنوات، فإن الأسعار تراجعت إلى 250 دولارًا للكيلو مع تزايد الإنتاج من دول أخرى، مثل الهند وبابوا نيو غينيا و إندونيسيا .