القاهرة_ هناء محمد
أوضحت أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد في جامعة عين شمس، يمن الحماقي، أن قضية الدعم محورية، وتفاقمت ولم يتم علاجها لسنوات طويلة وأوصلتنا لمأزق اقتصادي شديد.
وأضافت الحماقي، خلال كلمتها بندوة "سياسات الدعم والإصلاح الاقتصادي" التي عقدت مساء الاثنين في المجلس الأعلى للثقافة بمشاركة وزير التموين، أن الدعم العيني هو أسوأ آليات النمو الاقتصادي، ولفتت إلى أن التمكين الاقتصادي للفقراء هو الوسيلة الناجعة لتحويل المصريين من مستهلكين إلى منتجين وزيادة قدرتهم على مواجهة ارتفاع الأسعار وتحقيق الكرامة الإنسانية، مضيفة: "للأسف هذه الآلية لا تحظى باهتمام القيادات السياسية في مصر".
وأوضحت رئيس قسم الاقتصاد في جامعة عين شمس، أن الدعم العيني لا يشعر به المواطن وغير راضٍ عنه، مشيرة إلى أننا نحتاج إلى قرارات جريئة في منظومة الدعم والتحول إلى الدعم النقدي من خلال وضع خطة قصيرة ومتوسطة الأجل، ولكن دون المساس بدعم الخبز حاليًا إلا بعد تحديد الطبقات المستحقة له.
ما هو الدعم؟
في البداية يُعرف الدعم الحكومي بشكل عام بأنه مساعدات مادية تُقّدم من الحكومة لتخفيض أسعار السلع إما لصالح صناعة وإما لصالح المواطن، ويعتبر في مجتمعات عديدة من التابوهات، ويهدد غيابها أو تقليصها الشارع بالاشتعال، ومن أهم السلع المدعومة الدقيق والسكر والحليب والسكن والكهرباء والوقود.
أهداف الدعم
يهدف الدعم الحكومي إلى توفير السلع الاستهلاكية الأساسية بأسعار في متناول الفئات الاجتماعية الأقل دخلًا، وكذلك التصدي لخلل آني في قطاع إنتاجي تعرض لهزة فجائية، فحين ترتفع أسعار المواد الأولية لقطاعٍ إنتاجي حيوي تتدخل الدولة لتثبيت الأسعار وإبقائها في متناول المستهلك والمنتج على حد سواء، أما الدعم في مصر فهو إحدى الوسائل التي تلجأ لها الحكومة للتخفيف عن كاهل محدودي الدخل وتقليل إحساسهم بالفقر بتأمين الحد الأدنى اللازم لمستوى معيشتهم، وذلك لضمان الحد الأدنى من مستويات التغذية الصحية اللازمة للصحة.
آليات الدعم
تقوم الدولة بتسديد الفارق بين السعر الحقيقي للمنتج أو الخدمة والسعر الذي يُحدد له باعتبار مستويات الدخل الدنيا، ويُسمى هذا النوع من الدعم بالدعم المباشر، كما توجد أنواع أخرى من الدعم تقوم على دعم القطاع الإنتاجي من خلال استثمارات ميسرة من قبل الدولة تُمكنه من الانتعاش، وكذلك رفع الضرائب.
أشكال الدعم
يأخذ الدعم في مصر أشكال عدة، أبرزها الدعم المباشر وغير المباشر ودعم الهيئات الاقتصادية، والمباشر أما موجه لحماية المستهلك أو المنتج، من خلال السلع الأساسية ويشمل دعم السلع التموينية ورغيف الخبز، ودعم الأدوية الأساسية والتأمين الصحي على طلاب المدارس والجامعات، دعم الصادرات السلعية وكذا الدعم الموجه لفرق فوائد القروض الميسرة للإسكان الشعبي والمشاريع الصغيرة ونقل الركاب، أما الدعم غير المباشر فهو الفرق بين تكلفة الإنتاج وثمن البيع، ويشمل جميع المنتجات البترولية "بنزين وكيروسين وسولار ومازوت وغاز طبيعي" والكهرباء ومياه الشرب.
ومما سبق يتضح أن أغلب أشكال الدعم في مصر تعتمد على الدعم العيني وهو دعم السلع، وهو ما تسعى الحكومة لاستبداله بالدعم النقدي.