الفنان عبد الحليم حافظ

رغم تدهور حالة عبد الحليم حافظ الصحية في أيام حرب أكتوبر 1973، إلا أنه قرر ألا يغادر مصر في هذه الظروف، إيمانًا منه بأن على كل مصري تقديم ما يستطع تقديمه، وبعد عشرة أيام من بدء حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، اتصل الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بطبيبه المعالج في لندن، وطلب منه تأجيل موعد إجراء عملية الحقن، وكانت المرحلة الثالثة في علاجه الجديد وقتها، والذي تطلب منه أن يقوم به كل عدة أشهر حتى لا يعاوده النزيف.

أجل عبد الحليم سفره إلى الخارج أيام حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول لتلقى العلاج رغم سوء حالته وقتها، ورغم محاولة المقربين منه لإتمام سفره في ميعاده إلا أنه رفض، وقال عبد الحليم في حوار قديم له نشر في مجلة الكواكب لعام 1973، "بلدي قبل صحتي، ما أقدرش أخرج من مصر في هذه الظروف، ويجب على كل مصري أن يقدم كل ما يستطيع تقديمه" كما قال في حواره القديم.

وكتب عبد الحليم رسالة إلى المقاتلين في مصر، نُشرت في نفس العدد، وقال فيها، "يا جيش مصر، يا درعنا الواقي، يا فخر الأمة العربية، تقدم بصلابتك، وعزيمتك الجبارة، واصل انتصاراتك على أعداء الله، وأعداء الأمة العربية،  الانتصارات ليست غريبة عليك، ولا على أمتك العربية، فأنت أهل لها، والنصر سيكون حليفكم، لقد سكت الكلام، والبندقية اتكلمت، والأمة العربية كلها من خلفكم تعاضدكم وتشد من أزركم، وإن تنصروا الله ينصركم يا جند الله".

وكان عبد الحليم يتبع علاجًا عبارة عن جلسات للحقن ممتد المفعول، كمحاولة لوقف النزيف المستمر، وكان يتطلب منه السفر إلى إحدى البلاد الأجنبية ليخضع له كل عدة أشهر، وخلال أيام المعركة تمنى عبد الحليم أن يشارك بعمل في المسرح الغنائي، ولكن كانت حالته الصحية، قد ازدادت سوءًا، "صحتي لا تساعدني على الوقوف على خشبة المسرح يومها" كما قال في حواره القديم.

وتمنى العندليب الأسمر، بعدما تتحرر الأراضي المصرية وتتحسن حالته الصحية، "نفسي أغني أغنية عن السلام حتى يعرف العالم أننا دعاة سلام ولسنا دعاة حرب"، ولكن ظلت حالته الصحية في تدهور حتى وفاته في عام 1977.