أسيوط - ياسين زين
انطلقت الجمعة في منطقة الوليدية فى محافظة أسيوط فعاليات مبادرة الوليدية نظيفة وخالية من المخدرات والتي تبناها عقيد القوات المسلحة وأحد أهالي المنطقة لتحويل الوليدية من وكر للخارجين عن القانون بكل أنواعه إلى بيئة
صالحة نافعة للمجتمع، وبدأت الفعاليات الجمعة بانطلاق الشباب المشاركين في المبادرة بتنظيف كل شوارعها.
يقول العقيد عبدالسلام مك صاحب المبادرة، إن المبادرة بدأت بالفعل ولكن من ساعده على إنجاحها تعاون أهالي الوليدية أنفسهم معه بالإضافة إلى ترحيب واهتمام القيادات الأمنية بالمبادرة.
وذكر: "فور تفكيري في المبادرة منذ عدة شهور بعقد لقاء مع مساعد وزير الداخلية والسيد مدير أمن أسيوط الذي رحب بالمبادرة وطلب منه التنسيق مع رئيس مباحث قسم ثان أسيوط".
وأضاف العقيد "مك" عقب لقائه الجهات الأمنية قمت بعقد لقاء مع تجار المخدرات لحثهم على ترك هذه التجارة المحرمة وأن ذلك مطلب شعبي من الأهالى في الحي مشيرا إلى أنهم لم يعترضوا على ذلك وأبدوا استعدادهم للإقلاع عن هذه التجارة شرط عدم ملاحقتهم أمنيا وتوفير مصدر رزق وعيشة كريمة وبالفعل الأمن استجاب لمطالبهم.
وتابع: "لم أقف عند هذا الحد بل التقيت أصحاب المقاهي وحثهم بعدم السماح باستغلال المقاهي لهذا النشاط من قبل المسجلين واستجابوا لهذا المطلب في نفس الوقت تم علاج عدد كبير من المدمنين"، لافتا إلى التفاف الجميع حول المبادرة من "الشباب والأهالي ورجال الدين والقيادات التعليمية والرياضية والصحافيين والإعلام ورجال القانون والصحة والمرأة ولجنة الصالحات والشخصيات العامة" من أبناء الوليدية بشعار (قوتنا في وحدتنا).
وذكر صاحب المبادرة أنه تم تفعيل المبادرة والتخطيط لها بشكل علمي وحضاري موضحا أن من نتائج هذه المبادرة اختفاء تجارة المخدرات في المناطق المعروفة لدى الأهالي ونبذ العنف المادي والفكري وبالتالي اختفاء تجارة السلاح وانخفاض نسبة الجريمة إلى أقصى معدلاتها وخروج الوليدية من تصنيفها كمنظمة خطر على الأمن العام في الوقت الذي تزداد فيه الجريمة على مستوى الجمهورية نظرا لزيادة الأسعار وأعباء المعيشة والبطالة.
ويقول الدكتور صالح عتريس أستاذ جامعة ومن سكان منطقة النهضة في الوليدية وهي المنطقة الأكثر خطورة ويطلق عليها باطنية الوليدية، وكانت المخدرات تباع في الشارع "عيني عينك"، مضيفا أنه عاش عمره كله في الوليدية وبدأ يفكر كغيره في ترك الوليدية لسوء الوضع الأمني والاجتماعي، وتابع "كنت على وشك ومعي إشقائي الاثنين مهندس وآخر موجه بالتربية والتعليم، وبيوتنا مجاورة لبعض بدأنا في التفكير في بيع منازلنا وأملاكنا بالبلد وتركها والرحيل وترك المنطقة".
وتابع فوجئت بالعقيد محمد عبدالسلام وهو من الناس الغيورة على البلد جاءني وأقنعني بأنه لا يصح أن كل من يكرمه الله ويصل لمنصب يترك البلد وأقنعني بالبقاء ومحاولة إصلاح الوضع المتردي في الوليدية وذكر لي أنه عمل مبادرة لإصلاح الوضع الأمني والاجتماعي في الوليدية، وقررت أن أسانده، مشيرا إلى أن المبادرة بدأت تثمر لافتا إلى أن المنطقة التي يسكنها "النهضة" تسمى الباطنية "وكانت المخدرات تباع بجوار أسوار المدارس وفي الشوارع عيني عينك والسرنجات ملقاة في الشوارع".