الجيزة - مصر اليوم
"أين اختفي فادي باشا، هل غادر البلاد، أم مختبئ"؟، سؤال استغرق 45 يومًا للرد عليه من قبل عشرات الأشخاص، لكن دون إجابة، دون أي خيط للوصول إليه.. فمن هو "فادي باشا"؟، بحسب ما ورد على لسان 25 شخصًا من رجال الأعمال وموظفين مقيمن في مدينة 6 أكتوبر بمحضر الشرطة أن فادي هو رجل أعمال والدته سورية الجنسية، وله مشروعات كثيرة في محافظة الجيزة والقاهرة والسويس، من بينها "تسويق عقاري، إنتاج برامج فضائية، نقل مواد بترولية عن طريق سيارات يملكها من السويس لتوزيعها علي محطات الوقود في القاهرة الكبري"، ولكنهم فوجئوا بتعرضعم للنصب من رجل الأعمال "فادي باشا"، في مبالغ مالية تتجاوز الـ 100 مليون جنيه قيمة تعاملات تجارية بينهما واختفي منذ 45 يومًا، طبقا لما جاء على لسان عدد من المستثمرين في محضر الشرطة.
تفاصيل الواقعة كما وردت في المحضر الذي حمل رقم 919 جنح الشيخ زايد، لسنة 2018، وبحسب أقوال المستثمرين جاءت كالتالي:
"مجمع التحرير "
صباح الثلاثاء الماضي، تجمع 25 شخصًا بينهم رجال أعمال وموظفين أمام مكتب اللواء علي سلطان مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، وطلبوا مقابلته، وبمجرد السماح لهم بالدخول، طلبوا تحرير محضر بتعرضهم للنصب من قبل رجال أعمال يدعي "فادي. ا"، في مبالغ مالية تتجاوز الـ 100 مليون جنيه، خلال تعاملات تجارية منذ عام 2012 في مشروعات تسويق عقاري ونقل مواد بترولية وإنتاج برامج تليفزيونية بحسب ما ورد في محضر الشرطة، وتم تسجيل اتهام كل شخص وقيمة المبلغ الذي تعرض للنصب بشأنة".
"فادي باشا"
كان شاب له هيبة، ويبدو عليه الثراء، ومعروف في منطقة حي الأشجار بـ"فادي باشا"، هكذا قال "و. ن" مهندس أحد مقدمي البلاغات في حديثه لـ"الوطن"، قائلًا: "إنه وعدد من جيرانه وأصدقائه كانوا يعلمون بثراء فادي، من خلال ما يتردد في المنطقة وأثناء جلوسهم على كافيه عرض عليهم مشاركتهم في مشروعاته، وأبدى الجميع القبول ومشاركته في المشروعات منذ عام 2012.
وأضاف قائلًا: "الدنيا كانت ماشية تمام، وكان فادي بيدفع فائدة المبالغ للجميع بشكل منتظم حتى نهاية ديسمبر/كانون أول عام 2017، وبعدين اختفى بصحبة أسرته، وهو متزوج من أثنين، ومن المتوقع أنه سافر سورية بلد عائلة والدته، وإحنا مش عايزين غير حقنا، وفلوسنا وفلوس عيالنا، ده مصدر رزقنا ورزق أرامل".
وأنهى "و.ن" كلامه قائلًا: "إحنا قدمنا البلاغات، وعايزين حقنا، عايزين الجهات المختصة تمسكه وناخد حقنا"، أما عن مدرس رفض ذكر اسمه، هو أحد مقدمي البلاغات، قال لـ"الوطن": أنا مش عايز غير حقي، ناس بتقول أن هو سافر سوريا، وله محل إقامة معلوم عندنا ومكتب في المهندسين، والشيخ زايد وحي الأشجار، عايزين رد من الجهات المختصة، دي فلوسنا جبنها بشقى وتعب، مش سرقنها".
"الاتهام بالنصب"
وبحسب ما جاء على لسان مصادر أمنية وقضائية، فإن أجهزة الأمن بإدارة الأموال العامة بوزارة الداخلية تجري تحريات مكثفة بشأن الواقعة، لتحديد صحة البلاغات من عدمه، والبحث عن المشكو في حقه والمتهم بالنصب بحسب ما ورد في البلاغات.
وأضافت المصادر أن نيابة أكتوبر، تحت إشراف المستشار مدحت مكي المحامي العام الأول لنيابات جنوب أكتوبر، تواصل التحقيق في البلاغات وبدأت تستمع لأقوال مقدمي البلاغات لكشف ملابسات الواقعة.
وكانت "الوطن" حاولت التواصل مع فادي أو أحد أفراد أسرته، ولكنها لم تتمكن من الوصول له؛ ولم يتردد على أي مكان معلوم من الأماكن التابعة له، والمثبت عناوينها بالبلاغ.