عشريني يشنق نفسه بعد انهياره عصبيًا

أثقلت المسؤولية كاهل شاب لم يتعد عمره الـ25 ربيعًا، حيث يرعى أشقائه الثلاثة الذين يكبرهم ماليًا ومعنويًا وأدبيًا، ولم تكن المسؤولية المادية هي التي جعلته يتخلص من حياته شنقًا لنفسه، بل تخلّص من المشاكل المتكررة التي يُسببها شقيقه الأصغر الذي لم يعي كثيرًا من استغاثات أخيه الأكبر وانهياره عصبيًا جراء تصرفاته الطائشة، وربما حدث ذلك عندما رآه جثة هامدة أمام ناظريه.

منذ أيام عدة، فوجئ وليد عزت بحضور بعض الأهالي إلى محل سكنه بقرية ميت رهينة التابعة لمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة، ليشكون له سرقة شقيقه الأصغر الذي يبلغ من العمر 18 سنة لحمار يمتلكونه، قائلين له: "عاوزين حق الحمار اللي اتسرق يا هنبلغ الحكومة".

اعتاد صاحب الـ25 ربيعا حل مشكلات عدة تسبب فيها شقيقه بأفعاله الطائشة لاسيما كونه المسؤول عنه، محاولاً تقويم سلوكه باستمرار وتهديده بعدم منحه أي أموال، لكن دون جدوى.

أمس السبت، عقد "وليد" جلسة صلح حضرها أصحاب الحمار الذي اتهم شقيقه بسرقته، واتفق على سداد قيمته على دفعات من خلال عمله في تقطيع النخل، مشددا على عدم لجوء الطرف المتضرر إلى قسم الشرطة خوفا على مستقبل شقيقه.

طوال الطريق من مقر جلسة الصلح إلى منزله، دار حوارًا حادًا بين الشقيقين، واتسمت كلمات الأخ الأكبر بالحدة بنبرة حزينة غلبها اليأس من مسلسل سقطات أخيه متعدد الأجزاء مختتما حديثه: "مش كفاية كده.. كل يوم مشكلة أنا تعبت".

فور وصوله، ارتسمت علامات الغضب على جبين "وليد" الذي رفض الجلوس مع أفراد الأسرة وتناول العشاء معهم، مفضلا التزام شقته التي جهزها لتكون "عش الزوجية" والواقعة في الطابق الثاني من المنزل.

لم يغادر الشاب العشريني شقته حتى وقت الظهيرة، إذ رفض أفراد أسرته مضايقته وفضلوا تركه وحيدًا دون إزعاجه، ظنًا منهم أنه يحتاج للراحة في ظل الأعباء التي أثقلت كاهله دون أن يعلموا بأنه فضل الراحل الأبدية.

مع آذان العشاء، بدت الأجواء طبيعية داخل أروقة قسم شرطة البدرشين، يراجع العقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث فرقة العياط والبدرشين دفتر المحاضر للنوبتجية النهارية، ومن بعدها الاطمئنان على انتظام خدمات تأمين المنشآت الهامة والكنائس بدائرتي القسمين، يقطع انهماكه صوت طرق باب مكتبه يخبره شرطي بورود بلاغ بالعثور على شاب مشنوقًا داخل منزل بقرية ميت رهينة.

دقائق قليلة احتاجها رجال الشرطة للوصول إلى المنزل محل الواقعة، صعد العقيد علي عبد الكريم درجات السلم وصولاً للطابق الثاني حيث شقة مكونة من غرفتين ومطبخ وحمام لا تتعدى الـ60 مترًا، بداخل إحداها جثة تتدلى من حبل مثبت بجنش السقف يرتدي ملابسه كاملة.

قد يهمك ايضا : رجل يفقد حياته حزنًا علي وفاة صديقه إثر تسرب غاز في إمبابة

                   "أمن الإسكندرية" يؤكد تلف أحد محابس التبريد سبب تسرب غاز برج العرب