مقتل شاب "سيئ السمعة" بمنطقة عزبة العسيلي

بعد أن أنهى "يوسف" حصته اليومية من لعب كرة القدم مع أصدقائه في الأكاديمية الرياضية بمنطقة "عزبة العسيلي" بكرداسة، عاد سريعًا لبيته ليستريح قليلًا، لكنه عند دخوله اصطدم بمشهد دفعه لحد الجنون، فقد وجد شقيقته الكبري في أحضان أحد جيرانه في المنطقة ويدعي "عبدالله".

وحاول "عبدالله" تهدئة الفتي، صاحب الـ18 عاما، موضحًا أنه وشقيقته سويا زوجان بحكم الشرع، فهو متزوج منها عرفيًا، وبالتالي لم يقترفا أي خطأ، طالبه "عبدالله" بتحكيم العقل، حتي لا يقع ما لا يحمد عقباه، لكن الفتي حسم أمره فور رؤيته لمشهد شقيقته في أحضان الشاب، فأحضر سكينًا من المطبخ، وانقض على رفيق شقيقته كالنمر، وغرس سكينه في صدره، بعد محاولة يائسة من الضحية لمنعه، ليتركه غارقا في دمائه.

"ووصف "محمد. ع"، أحد الجيران بمنطقة "عزبة العسيلي" في كرداسة، المشاهد الأولي لمقتل الشاب، نقلًا عن "بوابة الأهرام"، فبعد دقائق من ارتفاع صوت الشجار، خرج الشاب من باب العقار والدماء تغطي جسده، حمله مجموعة من الأهالي سريعا ونقلوه للمستشفي، لكنه فارق الحياة بعد وصوله بمدة بسيطة.

يروي "محمد"، الذي يملك سوبر ماركت بالمنطقة، أن تلك لم تكن المرة الأولي التي يصطدم فيها "عبدالله" المجني عليه، بعائلة "يوسف"، فمنذ مدة طويلة حدثت واقعة مشابهة، فالشاب ربطته علاقة بشقيقة الجاني منذ مدة، وكانت متزوجة خلال تلك الفترة، وبعدما علم زوجها بعلاقتهما سويا طلقها لتعود لبيت أسرتها من جديد.

أما "الحاج علي" صاحب محل خضروات بالمنطقة فيقول، إن "عبدالله معروف في المنطقة بسوء سلوكه، فهو يتعاطي مخدر الحشيش وأقراص "الترامادول"، وكثيرا ما يفتعل المشكلات مع الجيران في المنطقة، حتي إن والده "الحاج ناصر" قد سئم من كثرة تلك المشكلات التي يتسبب فيها نجله، فالأب يعمل في مجال المقاولات، ويوفر لأسرته عيشة كريمة، ولا يدخر جهدا في تربيتهم، لكن ابنه الوحيد كان سببا لتعاسته بدلا من فخره.

يواصل الحاج علي حديثه، بأن الشاب "عبدالله"، علي الرغم من كونه ضحية، إلا أنه كان دائم التعرض لشقيقة يوسف، فبعد واقعة طلاق شقيقة يوسف بسبب علاقتها بعبدالله تدخل عدد من الجيران ليفصلوا بينهما، وتعهد الشاب بعدم التعرض لها مجددا، لكن بعد مدة عادت علاقتهما من جديد.

وعن الفتي "يوسف" يقول "محمود. ر" أحد شباب المنطقة، إنه فتي علي خلق، الكل يحبه ويحترم الجميع، يمكنك مشاهدته يوميا وهو يحمل حقيبته ويتوجه للعب مع أصدقائه في أكاديمية الكرة بالمنطقة، مازال يدرس، لكنه مع ذلك يعمل في بعض الأحيان لمساعدة والدته علي نفقات المنزل، خاصة بعد وفاة والده، فهو يعيش مع والدته وشقيقته المطلقة، بينما شقيقته الكبري متزوجة ومقيمة علي بعد عدة عقارات من سكن أسرتها.

يري "محمود" أن تصرف يوسف طبيعي جدا، فأي شاب دماؤه حرة سيتصرف بذات الكيفية، فحينما تعود للمنزل لتري شقيقتك في أحضان ذلك الشاب سيئ السمعة والذكر، لا يوجد تصرف غير هذا، خاصة عندما تعود لذهنك ذكريات علاقتهما الأولي والتي انتهت بطلاقها، وينهي حديثه قائلا "كويس إنه ما قتلهاش هي كمان بعد ما جابتله العار".

في عقار غير بعيد عن مكان الواقعة، يقيم "الحاج ناصر" والد المجني عليه، حاولت "بوابة الأهرام" التحدث معه حول الواقعة، لكن ابنته أكدت أنه غير موجود بالمنزل، نظرا لانشغاله في مشكلة خاصة بالعائلة، وأكدت أنها وباقي الأسرة ينتظرون نتيجة التحقيقات، وتقرير الطب الشرعي حول وفاة شقيقها.

وتروي شقيقة المجني عليه، أن أسرته ما زالت لا تعلم إذا ما كان شقيقها قتل بطعنة الفتي يوسف، أم بخطأ في جرعة البنج في المستشفي أثناء محاولة علاجه، فبعد أن تعرض للطعن في الصدر، حمله الجيران للمستشفي، وقبل أن يبدأ الطبيب في إعطائه جرعة البنج، سأل الحاضرين إذا ما كان شقيقها يتعاطي أي مخدرات من عدمه، لكن الجميع أجاب بالنفي علي عكس الحقيقة.

"الدكتور أعطى الجرعة علي أنه طبيعي مع أن أخويا بيتعاطي المخدرات"، تضيف الأخت، وتري أن جرعة البنج ربما هي السبب في وفاته، خاصة أنها وباقي الأسرة شاهدوا الجثة للمرة الأخيرة أثناء وجودها بالمشرحة، وكان الجرح يبدو صغيرا، ما تسبب في حيرتهم حول مقتله.

أنهت الفتاة حديثها سريعا، نظرا لعدم وجود والدها بينما انسابت دمعة علي وجنتيها، مسحتها سريعا في محاولة لإخفائها، وطلبت أن تنهي الحديث.

ومن جانبها، مازالت نيابة كرداسة تواصل تحقيقاتها حول وفاة الشاب "عبدالله. م"، 22 عاما، وفي انتظار تقرير الطب الشرعي، لبيان سبب الوفاة، وأمرت سابقا بحبس الفتي "يوسف. م"، 18 سنة، علي ذمة التحقيقات في القضية.