الكحول

بعد ليلة مليئة بالكحول في رأس السنة، تبدو فكرة البقاء شهرًا كاملاً من دون تناوله مغرية للغاية في بداية عام جديد؛ لأنها تعزز الإرادة وتحسّن الصحة بالطبع، ولكن هل يمكن أن يؤدي هذا القرار إلى تغيير دائم، وهو ما كان محور حملة جديدة في بريطانيا.

وناقشت المحاضرة في مجال الصحة النفسية في جامعة نيويورك، الكاتبة إيان هاملتون، إيجابيات وسلبيات تلك الحملة التي تهدف إلى جذب التمويل من خلال التبرعات وزيادة الوعي عن المشاكل الناجمة عن تعاطي الكحول وتثقيف الناس بالفوائد الصحية للامتناع عن الكحول، وبصرف النظر عن توفير المال، يدّعي البعض أن الامتناع عن الكحول سيساعد على فقدان الوزن وتحسين النوم.

وقد وقّع أكثر من مليوني شخص العام الماضي على تلك الحملة، ولكن هل هناك أي دليل على أن كانون الثاني/يناير الجاري "الخالي من الكحول" يعمل بشكل فعّال؟ حتى الآن تسير الحملة جيدًا، ولكن الطموح الرئيسي منها هو تغيير ثقافة تناول الكحول في المملكة المتحدة من خلال التوقف الشهر الجاري، وللأسف، لا يوجد أي دليل على أن كانون الثاني الجاف قد يحقق التغيير الدائم في الاستهلاك أو في معتقدات وسلوك البريطانيين فيما يتعلق بالكحول.

وتعتمد الحملة على فكرة العدوى الاجتماعية؛ فإذا كان أصدقاؤك يبدأون بالحدّ من تناول الكحول، فأنت أكثر عرضة لتبني السلوك ذاته، كما أن معظم الناس ينكرون عندما يسألون عن مقدار ما شربوا، ويتجلى هذا الفرق الثابت بين الاستهلاك الفردي من الكحول وإجمالي مبيعات الكحول التي سجلتها الإيرادات والجمارك، والتي توضح أن هناك اتجاهًا متزايدًا في الاستهلاك الكلي من الكحول في الأعوام الـ60 الماضية، ومع التقديرات التي تقدمها صناعة الكحول فإن المملكة المتحدة تستهلك 1.4 لتر من الكحول زيادة لكل فرد مما كانت عليه العام 1975.

كما ارتفع الاتجاه الطويل المدى في الاستهلاك، وبالتالي فإن عدد الأشخاص الذين عانوا من مشاكل صحية متعلقة بالكحول قد ازدادوا، فمنذ العام 2009 كان هناك 44% زيادة في الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا وأكثر من الذين يحصلون على العلاج من الكحول.

ويحتوي الكحول تقريبًا على كمية السعرات الحرارية ذاتها من الدهون النقية، لذلك الامتانع عن الكحول لمدة شهر يمكن أن يقلل من الوزن، على افتراض عدم تعويض السعرات الحرارية المفقودة عن طريق تناول المزيد من الطعام غير الصحي.

وتتراكم الدهون في الكبد نتيجة لتناول الكحول، ففي أقل من أسبوعين من الامتناع عن الكحول يمكن أن يعود الكبد إلى صحته الجيدة، والحدّ من مخاطر الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن تعاطي الكحول،  كما أن هناك أدلة واضحة على الحصول على نوم أفضل.

أما عن أعراض الانسحاب فهي القلق واضطراب النوم والأرق، للمفارقة هي الأشياء ذاتها التي يجد كثير من مدمني الكحول أنفسهم يعانون منها على المدى القصير.