رجب طيب أردوغان

تؤكد أغلبية استطلاعات الرأي على الفوز الحتمي لمرشح حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في العاشر من أغسطس القادم، ومع ذلك فهناك فروقات جوهرية بين أردوغان ومرشح حزب المعارضة الشعب الجمهوري والحركة القومية أكمل الدين إحسان أوغلو في العديد من القضايا.
وذكرت صحيفة (وطن) الموالية للحكومة التركية في مقال لها اليوم الثلاثاء أنه فيما يتعلق بالمشكلة الكردية، فإن أكبر ميزة حصل عليها أردوغان في الانتخابات الرئاسية هي الجهود المبذولة في محاولة للتوصل إلى حل للقضية الكردية بالطرق السلمية وهذا الأمر خلق جوا إيجابيا لدى الرأي العام التركي بعد وقف الاشتباكات المسلحة بالبلاد منذ عامين تقريبا وحازت جملة "وضعنا حدا لبكاء الأمهات" التي يرددها أردوغان في خطاباته إلى دعم كبير من مختلف طبقات المجتمع.
أما بالنسبة لإحسان أوغلو فلا يعلم أحد وجهة نظره حول القضية الكردية لأنه في حال تأييده لمسألة إصدار عفو عن الزعيم الكردي السجين عبد الله أوجلان أو للتفاوض معه، فعندها سيتناقض موقفه تماما مع موقف حزب الحركة القومية الداعم له وفي حال تأييده لمسألة التعليم باللغة الكردية في المدارس سيتناقض موقفه مع حزب الشعب الجمهوري.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد إحسان اوغلو على ضرورة أن تظل تركيا على الحياد تجاه التطورات في منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وبهذه التصريحات يكون إحسان أوغلو قد وقع في خطأ لا يمكن تصحيحه أو تفاديه خلال 25 يوما قادمة، في إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية في العاشر من أغسطس المقبل.
وعلى الجانب الآخر، تشكل القضية الفلسطينية الجانب القوي للمرشح أردوغان وعملية اعتذار إسرائيل من تركيا على حادث سفينة مافي مرمرة التي لقي فيها تسعة نشطاء أتراك حتفهم وتراجع إسرائيل خطوة إلى الوراء للمرة الأولى في تاريخها جعلت أردوغان قويا، ليس في تركيا فحسب بل في العالم الإسلامي ككل.
وفيما يختص بالملف السوري، خلق أردوغان فاصلا كبيرا في سياسته الخارجية في الشأن السوري ووقف الشعب التركي إلى جانبه، فيما وقفت دول العالم كلها إلى جانب إحسان أوغلو حول المسألة السورية لأن الأخير على علم بتطورات منطقة الشرق الأوسط، ليس عن طريق الكتب بل عاشها بالفعل على أرض الواقع.
أما فيما يتعلق بحركة الخدمة بزعامة الداعية الإسلامي الشيخ فتح الله جولن، أكدت الصحيفة الداعمة لأردوغان أنه لا يعلم أحد الكثير عن الأفكار الرئيسية للمرشح إحسان أوغلو بصدد هذه المسألة فموقفه متردد ولا يعطي إجابات مقنعة أما بالنسبة للمرشح أردوغان فقد أعلن استمرار "كفاحه" ضد أنصار جولن من أجل الاستقلال ولا يمكن التراجع خطوة إلى الوراء.
كما أن هناك فروقا في السياسات الاقتصادية بين المرشحين فإحسان أوغلو لا يمتلك سياسة اقتصادية واضحة، أما أردوغان فهو خريج إدارة الاقتصاد وشهد الاقتصاد التركي قفزات كبيرة ومعجزة في النمو الاقتصادي وهو ما كان وراء دعم أردوغان سياسيا بقوة.