القاهرة ـ أكرم علي
نفى المرشَّح للانتخابات الرئاسية المقبلة المشير عبد الفتاح السيسي تلقِّيَه أي اتصالات من الخارج تطالبه بعدم الترشح للرئاسة المصرية، مؤكدًا أن الغرب يهمه استقرار الوضع في مصر، مشيرًا إلى أنه لن يسمح بوجود مكتب إرشاد لـ "الإخوان المسلمين" حال وصوله إلى الحكم.
واعتبر السيسي في حواره المتلفز، مساء الثلاثاء، زيارات الوفود الأجنبية لـ "الإخوان" في السجون كانت بهدف إطلاعهم على الواقع، والفشل في المصالحة لم يأتِ من السلطة، موضحًا أن "تجميد المعونة العسكرية لمصر امتد حوالي 8 أشهر، وتأثير هذا لا يظهر إلا على مدى بعيد".
وأشار المرشح للرئاسة إلى أنه طالب من جميع الأطراف الخارجية تحديد الموقف من خارطة الطريق، كاشفًا عن أن السفيرة الأميركية آن باترسون طلبت منه تأجيل التحرك بشأن عزل مرسي وأنه رفض ذلك.
ووصف السيسي رؤية الإدارة الأميركية للمشهد في مصر بـ"الخاطئة"، وأنها اعتبرت تدخل الجيش في مصر لصالح الشعب "انقلابًا عسكريًا"، وسبق وأن خاطبهم بأن المصريين ينظرون إليكم بمنظور يتفهّم طبيعتكم وعليكم أن تنظروا إلينا بالمثل" حسب قوله.
وأعلن السيسي أنه "لن أسمح بوجود مكتب إرشاد الاخوان المسلمين في حال وصولي للحكم وليس عداءً لهم، وسأعمل على مقاومة الإرهاب عبر محورين إقليمي ودولي، وضبط الموقف داخل مصر، وعلى الغرب أن ينتبه لما يحدث في المناطق الموجود فيها الإرهاب".
وأكّد السيسي أنه أدرك أن حكم "الإخوان" انتهى في شهر آذار/ مارس ٢٠١٣، والجيش تدخل لتلقّي الضربة بدلاً من أن تكون المواجهة بين المصريين والمصريين، ولمنع حدوث حرب أهلية، كاشفًا عن أن الرئيس السابق ظل رافضًا لإجراء الاستفتاء حتى الساعة الرابعة من عصر يوم ٣ تموز/ يوليو.
وأوضح السيسي أنه فضّل أن يتلقى الجيش الضربات بدلاً من المواطنين، وحاول تجنب سيناريو الحرب الأهلية، وأبلغ مسؤولاً أميركيًا كبيرًا أن وقت الإخوان انتهى، وليس لديه نصائح لهم.
واعتبر السيسي أن "دور سياسة الدولة أن تعمل على حماية البلاد، وأتوقع تغير الموقف الخارجي من مصر مع نزول المصريين لانتخاب الرئيس ليؤكدوا أن ما حدث كان اختيارهم"، واعتبر أن رفع صوره في تظاهرات في ليبيا يعني عمق الإشكالية هناك، وأن الله حفظ مصر، والحدود الشرقية والإرهاب في سيناء خطر يهدد مصر.
وأوضح بأن "ما يحدث على الحدود الغربية في ليبيا تهديد للأمن القومي المصري، والحدود مع السودان أيضًا تتعرض لتهديد رغم التنسيق مع الإخوة السودانيين، وسنعمل على تأمين كل حدودنا، والموقف من "حماس" يجب ألا يؤثر على مواقف المصريين من القضية الفلسطينية".
وأشار السيسي إلى أنه "لن ينسى المصريون من وقف معهم ومن وقف ضدهم، ومصر دولة كبيرة وتلتزم بجميع المعاهدات والمواثيق التي وقعتها، بما فيها اتفاقية السلام، وأقول لإسرائيل إن إنجاز سلام مع الفلسطينيين ضرورة لفتح باب أمل في المنطقة".
وأّكَّد السيسي أنه لن يزور إسرائيل إلا عندما يرى دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وأن قطر وتركيا أغلقتا باب التعاون بأسلوب تعامل حكامهما مع مصر، ووجّه السيسي رسالة لقطر موضحًا: "متخسروش الشعب المصري أكثر من كده، لأن الشعب المصري متألم جدًا من هذا".