القبض على الشيخ رامي وشقيقته في الإسكندريَّة

نجح شاب بمساعدة شقيقته، في النصب على البسطاء من راغبي الزواج، بعدما أقنعوهم بقدرتهم على حل مشاكلهم جميعها بالسحر والدجل، مقابل 500 جنيهًا فقط. وردّد البعض مقولة "إذا كنت عانسًا وفاتك قطار الزواج، فما عليك إلا أنّ تذهبي إلى رامي وشيرين، حيث لديهما الحل السحري في إيجاد العريس لتصبحي عروسة خلال أيام مقابل 500 جنيهًا فقط"، بهذه الجمل توافدت عليهما أعداد غفيرة من المواطنين لحل المشاكل بعدما ذاع صيتهما في المنطقة.
وقدم المتهمان نفسيهما على أنهما ساحرين ولديهما القدرة على توفير العريس للعانس وفك الزوج المربوط ليلة الدخلة، وتمكين الزوجة من زوجها حتى يصبح كـ"الخاتم في إصبعها"، والتفريق بين الزوجين أيضًا، وإيجاد فُرَص العمل بأنواعها والإرشاد عن الكنوز الأثريّة والتماثيل أسفل المنازل.
وبالفعل بدء صيتهما يعلوا حتى تمكنت مباحث الآداب في وزارة الداخلية من القبض على المتهمين وبرفقتهما 10 سيدات من زبائنهما.
ووردت معلومات إلى ضباط قسم مكافحة جرائم الآداب العامة في وزارة الداخلية، مفادها إدارة رامى. م، 30 عامًا، شقة في الطابق الأرضي في منطقة كرموز في الإسكندرية لأعمال الدجل والشعوذة، مستغلاً جهل البسطاء بإيهامهم بقدرته على تسخير الجان لقضاء حوائجهم وإنهاء مشاكلهم وشفاء المرضى وزواج العوانس واستخراج الكنوز بمعاونة شقيقته شيرين. م، مقابل أجر مادي.
ودلّت التحريات الأوليّة، بأن المتهم نجح في استقطاب عدد كبير من النساء، وأصبح له زبائن يترددون عليه باستمرار، وجنّد شقيقته للجلوس مع الزبائن قبل دخولهم إليه وجمع المعلومات عنهم، وعندما يدخل الزبون يبدأ المتهم المتقمص دور الساحر في سرد العديد من المعلومات والتفاصيل الدقيقة عن حياة الزبون الذي يُصاب بالدهشة، ويبدأ في تصديق ما يقوله له المتهم.
وتبيّن أنّ معظم زبائن المتهم من السيدات، خصوصًا العوانس اللواتي لم يسبق لهن الزواج، بالإضافة إلى السيدات اللواتي تعانى من مشاكل زوجيّة، ولم يسبق لهنّ الإنجاب ونساء لديهن مشاكل مع والدات أزواجهن.
ولم تتوقف قدرة الساحر الوهميّة عند هذا الحد، وإنما أقنع الضحايا بنجاحه فيما فشلت فيه الحكومة عن طريق توفير فرص عمل حكوميّة وفي القطاع الخاص للعاطلين مقابل مبالغ كبيرة يتقضاها من زبائنه الذين يغدقون عليه بالمال، حتى أعلن المتهم عن تسعيرة، حيث كان يوهم العانس بزواجها مقابل 500 جنيهًا، ويفك المربوط ليلة الدخلة بألف، ويوهم الزوجة بسيطرتها على زوجها بـ700 جنيهًا، ويرشد عن الكنوز الأثرية أسفل المنازل مقابل 5 آلاف جنيه، في حين ترتفع تكاليف البحث عن الوظيفة بحسب أهميتها فقد يصل السعر إلى 10 آلاف جنيه.
وتم توقيف 10 سيدات من الضحايا برفقة المتهم وشقيقته، وعُثِرَ بحوزتهما على الأدوات المستخدمة في أعمال الدجل والشعوذة، وهى عبارة عن كمية من "البخور والزيوت والأقلام والأحبار والسِبَح والكتب التي يستخدمها في أعمال السحر وعدد من الصور الفوتوغرافية للسيدات المترددات عليهما و6 هواتف محمولة ومبالغ مالية".
وأقرّ الضحايا بأن المتهمين يديران الشقة لأعمال الدجل والشعوذة، وإيهام الزبائن بقضاء مصالحهم وإنهاء مشاكلهم عن طريق الجان و"البخور والأحجبة" مقابل أجر مادي يتقاضيانه.