أسوان-إسراء عبيدة
انتشرت في الآونة الأخيرة عددًا من الجرائم البشرية التي انتقت الحدائق المظلمة في أسوان كمأوي لها لتنفيذ أبشع الانتهاكات الإنسانية، حيث انتشرت القمامة والبلطجة والمتشردين ليكونوا بمثابة قاطعين طريق للمواطنين في الحدائق العامة، فيما تقدم الأهالي بالعديد من الشكاوي لإنقاذهم من مثل هذه الجرائم، خاصة وأن الحدائق العامة تحولت إلي أماكن مهجورة لا يجرؤ الأهالي على الاقتراب منها، لأنها تتحول مع قدوم الليل إلى أوكار مفتوحة لتعاطي المواد المخدة، وممارسة الرزيلة، فبمجرد التجول صباحًا تجد زجاجات الخمر الفارغة الملقاة على الأرض وبعض السرنجات الملوثة بالدماء.
وعزف المواطنين عن التواجد في الحدائق العامة لأسباب يعرفها البعض ويتناقلها المواطنين لتصبح حقيقة يصدقونها وليقرروا على أثرها هجرها وعدم الاقتراب منها، والتي تشير إلى أن الحديقة أصبحت مكانًا للاتفاق أو "السمسرة" على بعض الممارسات الغير أخلاقية، ومكان يأوي إلية الراغبين في البعد عن الشرطة وتناول الخمور المواد المخدرة، فضلًا عن تناسب الجو للمتحرشين بالنساء والمارة في الطريق، في وقت تعزف فيه الشرطة متابعة ما يحدث في الداخل.
وتجولت "مصر اليوم" في بعض حدائق أسوان العامة، لرصد آراء المواطنون عما يجري، حيث أكد عمرو ياسر، 33 عامًا، أن الحدائق العامة يجب أن تكون تحت إشراف المسؤولين في الوحدة المحلية، وأن تُعين عليها حراسة طوال اليوم بالتعاون بين الوحدة المحلية والأمن، كما يجب تعين إدارة متخصصة في كل حديقة لمباشرة أعمال النظافة على أن تكون الإضاءة جيدة ويتم تغير أي مصباح به خلل، كما يجب نقل مواقف الميكروباص بعيدًا عن هذه الحدائق.
وقال محمود عبد الرحمن، 36 عامًا، موظف :" لقد كثرت الشكاوى مما يحدث في الحدائق من تعديات جعلت الأسر تذهب بعيدًا عنها خوفًا من الظلام الكاحل الذي يحيط بها، ومن الشباب الذين يتواجدون لتعاطي المواد المخدرة، ولابد من وقفة معهم، ولابد أيضًا من التواجد الأمني لحماية هذه الأسر الفقيرة التي تجد الحدائق متنفسًا لهم".
أما علا محمود، 45 عامًا، ربة منزل فتعلق بقولها :" لقد عزفت عن الذهاب إلى الحدائق مع أبنائي بعد ما وجدوه من حقن مواد مخدرة، وبعد أن تخوفت أن يمسك بها أبنائي الصغار الذين لجاءوا للحدائق للعب واللهو، ولكن لا أمان فيها، فلا أحد يستمع لشكاوى الفقراء، فأين رجال الأمن مما يحدث في الحدائق، ومن يحمي من الخارجين عن القانون".
وتُضيف مها عارف، 23 عامًا، أنها تذهب بعيدا عن الحدائق ليلًا ولو استلزم الأمر تستعين براجل مسن خوفًا مما قد تتعرض له من تحرش لفظي أو غيره، فالحدائق أصبحت تحوي أشباحًا ليلًا من الشباب الذين يتعاطون المواد مخدرة ويتبادلون الشتائم البذيئة بينهم دون الشعور بوجود فتاة أو أطفال، حيث قالت :"لقد ضاع المظهر الجمالي من الحدائق التي تهدف للعب واللهو واجتماع العائلة، وتحولت إلى وكر يضم المجرمين ".
وعلى الرغم من سوء الأحوال، فيبقى الوضع على ما هو عليه وسط تجاهل المسؤولين وغياب رجال الأمن والرقابة من الحدائق، وكأنهم ينتظرون الكارثة حتى تحدث، حيث أصبحت الحدائق وكرًا للخارجين عن القانون.