الماريغوانا تشهد رواجًا عالميًا في عالم الطب

يُرجّح أن تُسهم ثلاثة تطورات رئيسية حدثت في يونيو/ حزيران، بما في ذلك حالة صبي بريطاني يعاني من الصرع الشديد، في تسريع القبول الدولي لاستخدام الماريغوانا، إذ في 11 يونيو / حزيران، وصلت شارلوت كالدويل، إلى مطار هيثرو، مع ابنها بيلي، البالغ من العمر 12 عامًا، ومعها كميات كبيرة من زيت القنب تكفي لمدة ستة أشهر، وهو أكثر الأدوية فعالية التي اكتشفت لعلاج مرض الصرع المصاب به طفلها الصغير، وأعلنت أن الدواء الذي اشترته مرخص وقانوني في كندا، إلا أن المسؤولين البريطانيين صادروه رغم مناشداتها.

بريطانيا تنظر في تشريعها رسميًا
ولم يتناول بيلي الدواء، ودخل إلى المستشفى في حالة تهديد حياته، واضطر ساجد جاويد، وزير الداخلية البريطاني، لإصدار رخصة طوارئ للسماح للأطباء بمعالجة بيلي بزيت القنب، وهو من منتجات الماريغوانا.

وأثارت القضية صرخة، مما دفع جاويد إلى الدعوة لمراجعة سياسة استخدام الماريغوانا طبيًا في المملكة المتحدة، والتي توصي بأن الأطباء يجب أن يكونوا قادرين على وصف الماريغوانا طبيًا، وحتمًا، تبع الكلام عن التشريع الكامل، ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن 82٪ من البريطانيين يؤيدون استخدام الماريغوانا طبيًا بشكل جزئي، و51٪ يؤيدون استخدامها بشكل كامل.

وأصبح البرلمان الكندي أول دولة في مجموعة السبع يشرع قانونيًا استخدام المارغوانا بشكل كامل، في 19 يونيو/ حزيران، إذ حدد يوم التصديق على القرار  في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وبعد ذلك، قال السناتور توني دين للصحافيين "شهدنا للتو تصويتًا تاريخيًا للغاية أنهى 90 عامًا من الحظر".

و تحدث بيتر رينولدز،في رسالة بريد إلكتروني، رئيس مجموعة إصلاح المايغوانا في المملكة المتحدة عن حالة بيلي، وقال" ما حدث يعد التحول الأكثر دراماتيكية في سياسة المواد المخدرة على الأرجح منذ قانون المخدرات الخطيرة لعام 1925"، وفي الشهر الماضي، في 25 يونيو/ حزيران، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، دواءً مشتقًا من نبات الماريغوانا، وابتكرت شركة GW Pharmaceuticals في المملكة المتحدة عقار Epidiolex لعلاج نوعين من الصرع الشديد في مرحلة الطفولة.

العالم يتجه إلى استخدام المخدر
وكان على الرغم من السمعة السيئة للمخدر، تُظهر العروض اللاحقة المثيرة للاهتمام تقاربًا عميقًا له في معظم أنحاء العالم.

وتقوم شركات الماريغوانا الطبية الكندية الآن بتصدير منتجاتها إلى دول تشمل أستراليا والأرجنتين وجنوب أفريقيا وألمانيا، كما تكمل الصادرات الكندية العرض القانوني الوحيد لإيطاليا، ويمكن لإسرائيل ، الدولة الرائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية والزراعة، أن تظهر كمركز أبحاث طبي لهذا المخدر، لكن الحكومة كانت بطيئة في السماح بتصاريح التصدير، مما اضطر الشركات إلى البحث في مكان آخر.

وكان وفقًا لتقرير غير مؤكد في وسائل الإعلام الإسرائيلية، اتصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للاعتراض على هذه الصناعة.

أما كولومبيا، وهي الدولة التي دمرتها عقود من الحروب المتعلقة بالمواد المخدرة ، تسعى الآن إلى أن تصبح مركزًا متناميًا لهذ النبات.

ويوجد شك كبير في الصينا تجاه العقاقير ذات التأثير النفساني، ويرتبط إدمان الأفيون "بقرن الإذلال" في البلد، وهي الفترة التي بدأت في العام 1839 بخسارة حرب الأفيون الأولى، واستمرت حتى أعلن الرئيس ماو الجمهورية الشعبية في عام 1949.

وقامت كل من اليونان وجامايكا بإضفاء الشرعية على الحشيش الطبي، وتدرسان زراعة الماريغوانا؛ لتعزيز اقتصاداتهما، كما أضفت جامايكا الشرعية عليها من أجل الراستافاريين.

وتطورات مثل هذه الإجراءات في جميع أنحاء العالم والتي تشير إلى فرصة لاستغلال هذا النبات كما لم يحدث من قبل، ولكن من السابق لأوانه إعلان النصر في هذه المسألة.