نيويورك ـ مصر اليوم
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه حان الوقت للتصدي بفاعلية للأطراف الداعمة الإرهاب، ودفعها إلى تحمل مسؤولياتها. وأشار إلى الأزمة مع الدوحة قائلاً: إن "على قطر إظهار رغبتها في عدم الإضرار بمصالح الدول العربية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك من خلال التجاوب مع مطالب الدول العربية الأربع".
وجاء في بيان للناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف أن الرئيس السيسي التقى أمس الثلاثاء في نيويورك مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأميركي، تضم عدداً من الوزراء والمسؤولين والعسكريين السابقين، إضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر في الولايات المتحدة.
في الوقت ذاته، عقد وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) اجتماعاً في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجددوا خلاله تأكيد دولهم الاستعداد الدائم لحل سياسي للأزمة مع قطر، على أن تلتزم تنفيذ المطالب الـ13، وأن تعمل على تحقيق الأمن القومي للمنطقة العربية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن الدول الأربع تعمل من أجل الوئام والتضامن العربي، ومن أجل أن تكون القواعد التي تحكم جميع تصرفات الدول العربية متسقة مع الأهداف المشتركة، معرباً عن تطلعه لاستجابة قطر المطالب والحوار. وشدد على السعي لأن تكون العلاقة طبيعية مع قطر عبر توقفها عن دعم الإرهاب أو التدخل في شؤون الدول الأربع، وإذا تحقق ذلك فسيكون هذا المطلوب.
وأكد شكري أن السياسة الثابتة للدول الأربع هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة أو الدول بصفة عامة، وهو مبدأ راسخ لا نحيد عنه، مثمناً جهود أمير الكويت وقال: نرى دائماً أن تدخله وجهوده محمودة وتسعى للعودة إلى الوئام العربي وتنقية الأجواء داخل مجلس التعاون الخليجي ولدينا كل الثقة في أي جهود يضطلع فيها سموه، ونحن سياستنا واحدة عدم التدخل في شؤون الآخرين.
من جانب آخر علمت "الحياة" أن نتائج اجتماعات الرئيس دونالد ترامب مع كلٍ من الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كانت مثمرة، وأن نجاح مسار المصالحة الفلسطينية يعتمد على نتائج اجتماع الرئيس محمود عباس مع ترامب في نيويورك اليوم
وكان السيسي التقى للمرة الأولى نتانياهو في نيويورك أمس، وعرض عليه توفير الضمانات اللازمة لإنجاح التسوية مع الفلسطينيين، وفق بيان للرئاسة المصرية، وذلك بعد ساعات قليلة على اجتماع السيسي بعباس، والذي تطرق، بالإضافة إلى المفاوضات مع إسرائيل، إلى ملف المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر.
في غضون ذلك، كشف مصدر فلسطيني لـ"الحياة" أن محادثات السيسي مع كل من ترامب ونتانياهو كانت مثمرة وإيجابية. وقال إن رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية الوزير اللواء خالد فوزي الذي يرافق السيسي أطلع كلاً من ترامب ونتانياهو على نتائج محادثات القاهرة للمصالحة الفلسطينية، وأن الجانبين رحبا بهذه النتائج، وأيدا ضرورة وجود حلول لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
كما كشفت مصادر فلسطينية موثوقة أن نجاح مسار المصالحة الفلسطينية يعتمد على اجتماع عباس اليوم مع ترامب في نيويورك، موضحة أنه في حال كانت النتائج ايجابية، فإن المصالحة ستأخذ طريقها نحو خطوات عملية، خصوصاً أن الإدارة الأميركية أعطت مصر وعباس ضوءاً أخضر للمضي قدماً بها. وفي حال فشل الاجتماع، قد تشهد المصالحة انتكاسة خطيرة.
وعاد الى غزة مساء أمس وفد "حماس" آتياً من القاهرة عبر معبر رفح حيث عقد رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية مؤتمراً صحافياً أعاد خلاله الكرة مجدداً الى ملعب حركة "فتح" وعباس، وقال إن حركته اتخذت خطوات على الأرض لتنفيذ التزاماتها وفق تفاهمات القاهرة الجديدة، وتنتظر خطوات مماثلة من عباس. واعتبر أن حماس اتخذت قرارات واضحة وجريئة لإنهاء الانقسام ومواجهة المخططات والتحديات الصهيونية المدعومة خارجياً، أي أميركياً.
وأشار الى أن الحركة بدأت طريق المصالحة على قاعدة المسؤولية والحرص على شعبنا في قطاع غزة وكسر الحصار عنه، وبذلت جهداً هائلاً من أجل إنهاء معاناته، وزاد: جاهزون لاستقبال حكومة الوفاق فوراً في غزة... ونوجه دعوة صريحة من دون أي تلكؤ أو عراقيل أو عقبات الى حكومة الوفاق للعمل في غزة انطلاقاً من أن حماس أكثر إصراراً وجدية لتحقيق المصالحة. وأضاف: جاهزون للذهاب إلى أبعد مدى في سبيل تحقيق المصالحة، وننتظر الخطوة المقبلة من رام الله ووقف الإجراءات المتخذة في حق قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة.
ووصف هنية زيارته مصر والاجتماعات مع المسؤولين المصريين بأنها مهمة ولها نتائج إيجابية، ووضعت أسساً استراتيجية للعلاقة مع القاهرة. وأوضح أن المحادثات تناولت خمسة ملفات، هي السياسي، والعلاقات الثنائية، والأمني، وغزة وحصارها وأوضاعها، والقدس والسياسات الاسرائيلية في الضفة الغربية، لكنه أغفل ملف تبادل الأسرى مع اسرائيل الذي بُحث خلال هذه الاجتماعات.