لندن ـ سليم كرم
كشفت صحيفة بريطانية أن علاء الدين زاكري الذي اعتقلته الشرطة البريطانية للاشتباه في علاقته بتفجير "مانشستر" الذي نفذه الانتحاري المتطرف سلمان العبيدي، وأودى بحياة 22 شخصًا، قام بإرسال رسالة خفية عبر "الإنترنت" عقب مقتل أحد قادة "داعش". وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن أجهزة الأمن البريطانية ألقت القبض على علاء زاكري الذي يحمل الجنسية الليبية، والبالغ من العمر 23 عامًا، وقد اعتقله المحققون في "شورهام" يوم الاثنين الماضي ليكون من بين ال 16 الذين تم القبض عليهم على ذمة التحقيق. وكان زاكري أنهى تدريبًا على الطيران، وهو يدير حاليًا موقعًا للتسوق والمعاملات التجارية الإلكترونية، أسسه تحت اسم "حاسوب الآفاق" في ليبيا.
وكشفت التحقيقات ان زاكري بدَّل صورته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى صورة العلم الليبي بعد يوم من مقتل أبو نبيل، زعيم "داعش" في ليبيا. واضافت الصحيفة البريطانية، انه كتب تحت الصورة، باللغة العربية رسالة ت: " يا مولى الملايين، صلاتك لنا سوف نجعلك تهزم أعداءك."
وكان أبو نبيل قد قتل في غارة جوية اميركية في اليوم السابق لرسائل زاكري على الانترنت، وهو كان قائدًا لجماعة "داعش" التي شاركت الفصائل المتطرفة الأخرى في السيطرة على أجزاء من ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي. ويذكر ان زاكري - المعروف ايضا باسم علاء الدين سيكري - جاء الى بريطانيا من العاصمة الليبية طرابلس عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، وأقام زاكري مع سكان محليين من بينهم جون وجيني كرامب، اللذين تحدثا عن صدمتهما عند اعتقاله في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقالا عنه انه كان النزيل المثالي الذي درس بجد في كلية "نورثبروك" ليصبح طيارًا، ونجح في كل امتحاناته. واضافا انهما لاحظا قبل حوالي ثلاث سنوات ان سلوكه بدأ يتغير واصبح يتغيب لعدة ايام ويسافر الى لندن مع الاصدقاء. وقالت جيني كرامب عن الاعتقال: "كان صدمة حقيقية. وتعاملنا معه كواحد من عائلتنا ثم تحول كل ذلك رأسا على عقب. "
واشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى أن جيران زاكري، قالوا ان زاكري كان شابا مهذبا وصديقا، ويرتدي ملابس غربية، كما أن والد المشتبه به هو خالد نصرات، وهو "دبلوماسي ليبي عاد إلى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي و بعد ذلك تم إرساله للعمل فى تركيا".
يذكر انه قد تم اعتقال 16 شخصا منذ ان فجر الانتحاري سلمان عبيدي نفسه فى "مانشستر ارينا" مما ادى الى مقتل 22 شخصا واصابة اكثر من 100 اخرين، ومنذ ذلك الحين أفرج عن خمسة أشخاص، من بينهم صبي مراهق وامرأة ، دون توجيه اتهام إليهم، فيما بقي 11 شخصا رهن الاحتجاز، بمن فيهم زاكري. كما قامت قوات الردع الليبية، التي تعمل كشرطة في البلاد، باعتقال رمضان والد عبيدي وشقيقه هاشم، وقال المتحدث ان الشقيق كان على علم بخطة عابدي الهجومية وان الرجلين كانا متطرفين اسلاميين.