طرابلس ـ فاطمه سعداوي
شنَّ تنظيم "داعش" هجوماً مسلحاً على كتيبة تابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، في مدينة أجدابيا (شرق البلاد)، فجر أمس الأربعاء، وقتل جنديين، وجرح ثلاثة آخرين، في أول اعتداء عقب إعلان قائد الجيش المشير ركن خليفة حفتر بأن المؤسسة العسكرية باتت تسيطر على غالبية الأراضي الليبية، وأعلن التنظيم تبنيه للعملية الإرهابية بعد وقوعها بعدة ساعات.
والتقى المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، أمس، في مقر البعثة بطرابلس، 30 نائباً برلمانياً، وممثلين عن الجنوب، وأعضاء من الهيئة التأسيسية للدستور، وناقش معهم في ثلاثة لقاءات منفردة، ما توصلت إليه لجنة الصياغة المنبثقة عن مجلس النواب والأعلى للدولة في جولتها الثانية بتونس.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبر عدة تغريدات على "تويتر" أمس الأربعاء، إن سلامة أطلع النواب على مخرجات اجتماعات لجنة الصياغة الموحدة، وتنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة للتسوية في البلاد، مشيرة إلى أنه التقى في مقر البعثة مع التجمع السياسي للجبل الذي يتألف من أعضاء في مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة من جبل نافوسة، (غرب البلاد) وناقش معهم كيفية إحياء عمل المؤسسات لتحقيق حياة كريمة لجميع المواطنين، لافتة إلى أن سلامة التقى أيضاً سفير إيطاليا لدى ليبيا جوزيبي بيروني.
وقال سلامة خلال لقائه بنواب الجنوب: هذه فرصة لنناقش أمور منطقتكم التي أشعر بأنها مهمشة، والتحديات التي تواجهها، وسوف أجيش كل القدرات المتاحة داخل البعثة لخدمة أهالي الجنوب، متابعاً: لا أعدكم بما لا أقدر على تنفيذه ولكن أعدكم بتنفيذ ما أستطيع. وانتهى قائلا: منذ تسلمي مهامي لم آخذ يوم عطلة ولا أتوقع أن أفعل قبل أن أتمكن من تسجيل تقدم حقيقي في حل الأزمة السياسية في ليبيا.
من جانبه، قال النائب البرلماني عن سبها مصباح أوحيدة، إنه تلقى دعوة من البعثة الأممية لحضور لقاء سلامة، في فندق بطرابلس، لكنه رفض، مضيفاً: طلبت أن يكون اللقاء في براك الشاطئ، وزاد إصراري عليها بعد سماع مكالمة اللواء محمد بن نايل مسؤول ملف الجنوب في البعثة وطمأنهم بأن الوضع الأمني وترتيبات الزيارة آمنة.
وتساءل أوحيدة، عبر صفحته الشخصية، على "فيسبوك" أمس: هل سيضمن سلامة أمن النواب، خاصة مع تزايد حالات الخطف والاعتقال لأبناء فزان تحت غطاء الشرعية، دون أي دليل أو تقديمهم إلى القضاء، متابعاً: اجتماعات أهالي فزان من المفترض أن تكون في فزان. في إشارة إلى الإقليم التاريخي في (جنوب غربي ليبيا). وأفاد عضو مجلس النواب المقاطع فتحي باشاغا، بأن سلامة بحث مع النواب المقاطعين لمجلس النواب كيفية تطبيق الخطة الأممية، ومراحلها، والصعوبات التي تعترضها.
إلى ذلك، قال مصدر عسكري إن عناصر من "داعش" هاجموا الكتيبة (152) مشاة آلية، التابعة للقيادة العامة في البوابة الستين جنوب مدينة أجدابيا، وأحرقوا جنديا وذبحوا آخر، كما جرحوا ثلاثة آخرين، وفقا للمرصد الليبي، مضيفا أن عناصر التنظيم أحرقوا البوابة والآليات التي كانت تتمركز فيها قبل هروبهم، وأن القوات المسلحة تقتفي أثرهم في الصحراء.
وأعلن تنظيم داعش عبر وكالة "أعماق" الموالية له، مسؤوليته عن الهجوم الذي يأتي بعد ساعات فقط من إنهاء قوات الجيش الوطني لمناورات بحرية، وصفت بأنها الأضخم من نوعها في منطقة الهلال النفطي الاستراتيجية. وقالت الوكالة إن جنديين من قوات الجيش قتلا في الهجوم كما تم تدمير 3 آليات تابعة لها، بينما أكد العميد أحمد المسماري الناطق باسم قوات الجيش الوطني حصيلة القتلى والجرحى، في الهجوم الذي قال إن وقائعه تشير إلى تورط تنظيم داعش، موضحاً أنه عثر على جندي مذبوحا وجثته مفصولة عن رأسه بينما تم حرق كثير من الآليات الخاصة والسيارات.
وقال المسماري إن الهجوم استهدف نقطة أمنية تبعد ستين كيلومترا جنوب مدينة أجدابيا التي تبعد نحو 840 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس، وتعهد برد عنيف من الجيش ضد داعش. وشن متشددون من التنظيم هجمات عدة على نقاط تفتيش تابعة للجيش في الأشهر الماضية، حيث يحاول المتشددون تجميع صفوفهم من قواعدهم في الصحراء بعد أن خسروا معقلهم السابق في مدينة سرت، على بعد نحو 390 كيلومترا غرب أجدابيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ولا يزال تنظيم داعش ناشطاً في ليبيا رغم خسارته معقله سرت، علما بأن آخر هجوم تبناه التنظيم المتطرف بداية الشهر الحالي، وكان هجوما انتحاريا على مجمع قضائي في مصراتة غرب البلاد، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى. ومنذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان: الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي ومقرها طرابلس، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها المشير خليفة حفتر.