امستردام ـ سمير اليحياوي
يعتبر فشل اليمني المتطرف، خيرت فيلدرز، في الانتخابات العامة في هولندا، بمثابة تذكير إلى أصدقائه في فرنسا، وفي جميع أنحاء أوروبا أن "الشعوبية" لا تؤدي بالضرورة إلى السلطة، وتهيمن مارين لوبان، 48 عامًا، مرشّح الجبهة الوطنية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، على صناديق الاقتراع من خلال دعم مناهضة الهجرة، والرسالة المخيفة ضد الاتحاد الأوروبي، تمامًا كما فعل السيد فيلدرز.
ويستطيع كلا من لوبان وفيلدرز أن يدعيا الفوز في المعركة الأيديولوجية، مع الخصوم الذين ينتقلون إلى أراضيهم، لكن لم يتم فصل كلا منهما من منصبه بسقف زجاجي، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن السيدة لوبان التي تصدّرت الجولة الأولى في الانتخابات، إلى أنها ستخسر الجولة الثانية أمام ايمانويل ماكرون، 39 عامًا، من الوسط "مستقل"، أو فرانسوا فيون، 63 عامًا، مرشح يمين الوسط.
وتعرف السيدة لوبان، جيدا، من خلال التجربة أن التدفق الرئيسي للناخبين من جانبي الطيف المجتمعي يميل إلى التوحّد مع الجماعة ضد حزبها عندما يتعلق الأمر بأزمة، وإذا اعتبرت الانتخابات الهولندية تحذيرًا إلى السيدة لوبان، فإنها تضفي مزيد من الثقة إلى الحاجة للسيد فيون، وعلى غرار ما حدث مع مارك روتا في هولندا، فان عليه تشديد موقفه من الهجرة والإسلام والأمن في محاولة لسحب البساط من تحت أقدام السيدة لوبان.
وقد تحذو أنجيلا ميركل في ألمانيا حذو السيد روتا في استمالة بعض الأصوات التي استولى عليها حزب البديل من أجل ألمانيا "AFD"، الذي ارتفع دعمه بشكل حاد إلى 15% في انتخابات العام الماضي لكنه انخفض الآن إلى حوالي 9%، وقد أسعدت المستشارة الألمانية حزبها في ديسمبر/ كانون الأول مع التعهّد بحظر النقاب الذي يغطي الوجه، وأظهرت الانتخابات الهولندية أيضا كيف أن الناخبين متقلبون والكثير منهم لم يحسموا أمرهم حتى اللحظة الأخيرة، ومن المقرر أن تراقب ميركل أيضا دلائل التي تذكر بالحيل الإلكترونية الروسية في هولندا تزامنا مع استعدادها إلى حملة لا يمكن التنبؤ بها