دمشق ـ نور خوام
دخلت الليلة الماضية، أول قافلة عسكرية تابعة للجيش التركي مناطق تابعة لمدينة إدلب السورية، برفقة مسلحين من "جبهة النصرة". وأشارت وكالة "رويترز" إلى إن القافلة التركية تضم نحو 30 مركبة عسكرية، بينها دبابات ومدرعات محملة على شاحنات، ودخلت إدلب من منطقة قريبة من معبر باب الهوا. وقد أكدت صحيفة "ملييت" التركية هذا الخبر.
وقال ناشطون سوريون إن دخول القوة التركية "كان هادئا دون إطلاق رصاصة واحدة". وأوضحت مصادر أن القافلة دخلت باتجاه بلدتي عقربات وكفرلوسين شمالي إدلب، برفقة نحو 20 سيارة من هيئة تحرير الشام، متجهة إلى حدود عفرين-دارة عزة.
وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، مساء الخميس، لـ"فرانس برس"، إن "هذا أول انتشار للقوات التركية بعد دخول قوات الاستطلاع" مؤخرا. وكانت تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود مع سورية، في إطار عملية لنشر قواتها في محافظة إدلب شمال غربي جارتها. وتشكل محافظة إدلب واحدة من 4 مناطق سورية تم التوصل فيها لاتفاق خفض التوتر في مايو/ايار، في إطار محادثات أستانة برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. ويستثني الاتفاق المجموعات المتشددة، وبينها تنظيم "داعش" و"هيئة تحرير الشام".
كذلك نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر طبي في ما يسمى بـ"الهلال الأحمر الكردي" تأكيده مقتل 50 شخصًا على الأقل في هجوم بثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون من تنظيم "داعش". وقال المصدر إن الانتحاريين فجروا سياراتهم بين مجموعة من النازحين شمال شرق سورية، مشيرا إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في الهجوم. وأشار نشطاء إلى أن الهجوم وقع في منطقة أبو فاس قرب الحدود بين محافظتي دير الزور والحسكة، متابعا أن من بين القتلى نازحين فروا من القتال في دير الزور بالإضافة إلى عناصر بقوى الأمن الكردية المعروفة باسم الأسايش.
من جانبها، أكدت وكالة "سانا" السورية سقوط عدد من القتلى وجرح العشرات في تفجير نفذه "داعش" بسيارة مفخخة في منطقة أبو فاس جنوب غرب الشدادي بريف الحسكة، في تجمع للمدنيين الفارين من مناطق انتشار التنظيم في دير الزور. وأضافت الوكالة أن أعدادا كبيرة من الأطفال والنساء كانوا من ضمن ضحايا التفجير، مشيرة إلى أنه بعد التفجير،وأثناء محاولة المدنيين الفرار من المكان تحسبا لاحتمال انفجار سيارة أخرى، دخل المئات منهم في حقول مزروعة بالألغام ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وفي محافظة دير الزور أيضًا، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 7 أشخاص من عائلة واحدة جراء تنفيذ طائرات حربية غارات يوم أمس على أماكن في المعبر النهري بين عباس – الهجين في ريف دير الزور الشرقي، ليرتفع إلى 300 على الأقل بينهم 62 طفلاً 73 مواطنة، ممن قضوا في القصف الجوي، منذ فجر الجمعة الـ 29 من أيلول / سبتمبر الفائت وحتى اليوم الـ 12 من تشرين الأول من العام 2017، جراء القصف الجوي على محافظة دير الزور أيضاً كانت الغارات السابقة المكثفة من قبل الطائرات الروسية والسورية الحربية والمروحية تسببت بنزوح نحو 100 ألف مدني من القرى الممتدة من بلدة البوعمر وصولاً إلى البوكمال والميادين، بينهم عشرات آلاف المواطنات والأطفال، الذين تركوا مساكنهم في قراهم وبلداتهم ومدنهم، واتجهوا قاصدين بادية دير الزور، مبتعدين عن القصف الجوي المكثف المرافق لعمليات القوات الحكومية في دير الزور المدعومة روسيا، ولعملية “عاصفة الجزيرة” المدعومة من التحالف الدولي، والتي ترافقت خلال الأسبوع الفائت، مع نزوح نحو 50 ألف مواطن من قرى وبلدات حطلة والصالحية ومراط ومظلوم وخشام وطابية جزيرة وجديد عكيدات وجديد بكارة والدحلة والصبحة، بالضفاف الشرقية لنهر الفرات نحو مناطق بعيدة عن القصف والاشتباكات وقبيل بدء عملية النظام العسكرية، التي تستهدف التقدم نحو ريف دير الزور الشرقي ومدينة "الميادين".
وفي حماة، استمرت الاشتباكات العنيفة على محاور الريفين الشمالي الشرقي، بين عناصر من تنظيم “داعش” من جهة، "هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى. وأفاد المرصد السوري أن "الهيئة " واصلت هجومها على قريتي الشاكوزية والرهجان بغية استردادهما من عناصر التنظيم، وترافقت الاشتباكات مع قصف واستهدافات مكثفة بين طرفي القتال، الامر الذي تسبب بخسائر بشرية بين طرفي القتال، حيث قتل أكثر من 15 عنصر من تنظيم “داعش” أحدهم فجر نفسه بحزام ناسف وعنصر آخر جرى فصل رأسه عن جسده. كما قضى أكثر من 7 عناصر من هيئة تحرير الشام. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هيئة تحرير الشام تواصل هجومها على المناطق التي سيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، في استمرار لمحاولة استعادة كامل ما خسرته لصالح التنظيم، وسط مزيد من التقدم حققته تحرير الشام على حساب التنظيم، وتتركز الاشتباكات بالقرب من منطقتي الشاكوزية والرهجان، بالتزامن مع قصف عنيف ومكثف بين الجانبين.
وكانت هيئة تحرير الشام تمكنت وبغطاء من القصف الصاروخي، من معاودة السيطرة الكاملة على قريتي السكري وأبو كهف، بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين على محاور أخرى في المنطقة، حيث لا يزال تنظيم “داعش” يسيطر على نحو 7 قرى وتجمعات سكنية ونقاط أخرى أبرزها قرية الرهجان.
أما في محافظة حمص، فقد قصفت القوات الحكومية اماكن في قرية السعن الأسود بريف حمص الشمالي، في حين تستمر الاشتباكات العنيفة على محاور بأطراف ومحيط مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بين تنظيم “داعش” من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، وسط قصف جوي وصاروخي مكثف يستهدف محاور القتال، وعلم المرصد السوري أن القوات الحكومية حققت تقدمًا جديدًا في المنطقة وتمكنت من السيطرة على تلال جديدة ونقاط جديدة بعد سيطرته على تلال ومرتفعات كان التنظيم قد سيطر عليها في مطلع شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2017، خلال تنفيذه عملية تسلل تمكن خلالها من السيطرة على مدينة القريتين التي لا تزال تحت سيطرته وعلى تلال ومرتفعات محيطة بالمدينة.
وتزامنت الاشتباكات خلال الـ 24 ساعة الفائتة، مع استمرار القوات الحكومية في قصفها لمناطق سيطرة التنظيم ومواقعه، كما أن هذه القوات وبالرغم من إخفاقها في استعادة المناطق الرئيسية التي سيطر عليها التنظيم في بادية حمص الشرقية، من مدينة القريتين وبلدة الطيبة وجبل ضاحك وتلال ومرتفعات ومواقع أخرى، لا تزال تواصل محاولاتها لاستعادة ما خسرته. وعلى الرغم من مرور أسبوعين على بدء التنظيم هجماته المعاكسة التي تمكن خلالها من توجيه صفعات متتالية للقوات الحكومية في عمق مناطق سيطرته وفي مناطق أخرى كان سيطر عليها مؤخراً في بادية دير الزور الغربية ومنطقة السخنة، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل مزيد من العناصر من الطرفين، ليرتفع إلى ما لا يقل عن 505 عدد عناصر الطرفين الذين قتلوا منذ الـ 28 من أيلول / سبتمبر الفائت تاريخ بدء الهجوم من قبل التنظيم، وإلى يوم الـ 11 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، حيث ارتفع إلى 271 عدد القتلى من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها بينهم 26 عنصرًا من "حزب الله" اللبناني ونحو 100 من المسلحين الموالين لدمشق من جنسيات غير سورية، كما ارتفع إلى نحو 298 عدد عناصر تنظيم “داعش” ممن قتلوا في تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، وقصف مدفعي وصاروخي وغارات جوية والاشتباكات مع قوات النظام في المحاور التي جرى مهاجمتها.
وفي محافظة حلب، تجددت الاشتباكات على محاور في جمعية الزهراء غرب حلب، بين الفصائل من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، وسط استمرار سقوط القذائف على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الزهراء، حيث سقطت عشرات القذائف على المنطقة خلال الـ 24 ساعة الفائتة، ولا معلومات عن تسببها بخسائر بشرية. وفي محافظة درعا، قصفت القوات الحكومية مساء أمس الخميس أماكن في بلدة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، دون أنباء عن خسائر بشرية.
أما في محافظة ريف دمشق، فقد سقط المزيد من القذائف الصاروخية على مناطق في"ضاحية الأسد" الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في غوطة دمشق الشرقية، بينما استهدفت قوات النظام بعدة صواريخ أماكن في محور عين ترما جوبر، ولا انباء عن خسائر بشرية، في حين يسود الهدوء محاور جبل الزيات و بريف دمشق الجنوبي الغربي، وذلك عقب اشتباكات عنيفة دارت منذ صباح اليوم في المنطقة، بين هيئة تحرير الشام وجبهة أنصار الإسلام وحركة أحرار الشام وفصائل أخرى من جانب، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب آخر، إثر هجوم نفذه الأخير تمكن خلاله من التقدم والسيطرة على نقاط لتتمكن عقبها الفصائل بهجوم مضاد من استعادة النقاط، الأمر الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 عنصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وإصابة آخرين بجراح، كما قضى وأصيب عدة عناصر من هيئة تحرير الشام والفصائل.