واشنطن ـ يوسف مكي
وصل وزيران بارزان في الحكومة الاميركية الى استراليا لاجراء محادثات حاسمة حول الارهاب وكوريا الشمالية في اعقاب هجومين فى بريطانيا. فقط بدأ وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس زيارة الى سيدني مساء الاحد لاجراء محادثات مع نظيريهما الاستراليين اليوم الاثنين. وسيبحث الاجتماع المشترك بينهم الموضوعات الامنية المهمة التي تهم البلدين .
وقد استقبلت السيدة باين مات دوغ، الوزيرين ماتيس وتيلرسون في المطار بعد نزولهما من الطائرة. ومن المحتمل ان تهيمن تجارب الصواريخ في كوريا الشمالية و الهجمات الارهابية الأخيرة ووجود الجيش الصيني في بحر الصين الجنوبي ،على المحادثات التى طال انتظارها. وعادة ما تعقد المحادثات سنويا، ولكن ما يقرب من عامين منذ آخر تجمع للمشاورات الوزارية بين استراليا والولايات المتحدة لأن الانتخابات في الولايات المتحدة واستراليا في عام 2016 جعلت من الصعب جدولة المحادثات رفيعة المستوى.
وقالت السيدة بيشوب إن هذه الجولة من المحادثات ستكون من أهم المحادثات خلال سنوات عديدة. وقالت ل "سكاي نيوز": "إن البيئة الاستراتيجية تتغير بسرعة، ومن المهم جدا أن يكون لدينا نظرة ثاقبة لتفكير الإدارة الأميركية الجديدة. كما أتاحت الفرصة لأستراليا لتقديم وجهات نظرها وتأمل أن تؤثر على تفكير الولايات المتحدة حيث استعرضت إدارة ترامب سياستها الخارجية. ويقول المراقبون ان الارهاب من المحتمل ان يحتل مكانة بارزة فى اذهان المشاركين بسبب التفجيرات المميتة الاخيرة فى مانشستر وجاكرتا وبغداد وكابول.
لكن القضية الأكثر إلحاحا التي تواجه أستراليا والولايات المتحدة هي تجارب الصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية. وقال دوغال روبنسون، الباحث في مركز الدراسات في الولايات المتحدة: "إن الخطر هو أن الإرهاب كان أمامنا خلال الأسبوعين الماضيين، فقد كان لدينا الكثير من الاستراليين والأميركيين قتلوا فيها". وبالتالي فإن الخطر هو ان نعطي الإرهاب أكثر بكثير من كوريا الشمالية، التي هي قضية إقليمية ذات أهمية خاصة في منطقة أستراليا."
وقال روبنسون ان المسؤولين الاميركيين والاستراليين سيبحثون العمليات الطارئة والنهج الدبلوماسية المحتملة في ما يتعلق بكوريا الشمالية، وهو الامر الذي اثار الانزعاج في جميع انحاء المنطقة من خلال اجراء تسع تجارب صاروخية هذا العام. وحثت الولايات المتحدة واستراليا الصين على وضع ضغوط دبلوماسية واقتصادية على كوريا الشمالية لانهاء برنامجها الصاروخي وسط مخاوف من ان صواريخ "بيونغ يانغ" طويلة المدى يمكن ان تصيب البلدين.
وحذرت كوريا الشمالية استراليا في ابريل/نيسان الماضي من انها قد تكون هدفا لضربة بالاسلحة النووية اذا واصلت اتباع الولايات المتحدة بصورة عمياء. وقالت السيدة بيشوب إنه ليس هناك شك في أن ترامب غير ديناميات المناقشة، وحذر الصين من أنه ليس من مصلحتها أن تكون كوريا الشمالية حائزة على أسلحة نووية. وقال أن هذا الامر "يخلق عدم استقرار كبير للمنطقة. وهذا ليس في مصلحة الصين، انها ليست في مصلحة أي شخص آخر.
ولكن بينما تأمل الولايات المتحدة واستراليا فى ان تقنع الصين كوريا الشمالية بتفريغ برنامجها الصاروخي، فانها ما زالت تشعر بالقلق ازاء بناء بكين لجزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبى. وكانت الولايات المتحدة قد اشعلت غضب الصين عندما وقعت دورية تابعة للبحرية الاميركية على بعد 12 ميلا بحريا من احدى الجزر الصناعية في الشهر الماضى حيث قامت بدوريات بحرية في الطريق التجاري الرئيسي.
وخلال زيارة الى سيدني هذا الاسبوع اتهم السناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين الصين بانها "تقوم ببلطجة عسكرية" واقترح ان تنظر استراليا في الانضمام الى الولايات المتحدة وغيرها من دول اسيا فى الدوريات المستقبلية. كما يتوقع السيد روبنسون من المسؤولين الأستراليين في الاجتماع أن يؤكدوا رغبة كانبيرا في أن يكون للولايات المتحدة مشاركة اقتصادية ودبلوماسية أوسع مع آسيا. وقال "هناك شعور بان مشاركة الولايات المتحدة في اسيا تحت ادارة ترامب ثقيلة جدا".
وبعد انهيار الصفقة التجارية للشراكة عبر المحيط الهادىء مع خفض الميزانية المقترحة لوزارة الخارجية بنسبة 30 فى المائة، هناك أسئلة في كانبيرا والمنطقة حول طبيعة المشاركة الاميركية فى اسيا ".