اجتماع وزارء خارجية الدول المقاطعة لقطر في القاهرة

كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تدرس الإجراءات التي ستتخذها ضد الدوحة بعناية تامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة، حتى تكون فعّالة وملزمة للجميع. وقالت المصادر لـ"موقع 24" إن وزراء خارجية الإمارات والسعودية والبحرين ومصر سيبحثون خلال الأيام المقبلة مدى توافق الإجراءات المتوقع اتخاذها مع مبادئ القانون الدولي، حتى لا يكون هناك أي إجراء يخرج عن إطار القانون الدولي، وقد تستغله قطر أمام المجتمع الدولي. وأشارت إلى أن الإجراءات المتوقعة ستكون على كافة الصعد السياسية والاقتصادية.

ونسبت قناة "العربية" إلى مصادر قولها إن "من بين الإجراءات التي يمكن للدول الداعية لمكافحة الإرهاب اتخاذها، فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية، ومطالبة الشركات الدولية العاملة في الخليج بوقف تعاملها مع قطر، وسحب تراخيص فروعها، وكذلك وقف التعامل بالعملة القطرية في الأسواق الخليجية بشكل كامل، إضافة لمطالبة البنوك الدولية بوقف تعاملها مع الأموال القطرية المشبوهة، ووقف التداول التجاري مع الدوحة، وفرض حظر على أموال أو ائتمانات المؤسسات المالية، وتجميد التمويل والأصول الخاصة في قطر المتورطة بدعم الإرهاب. كما يتوقع أن تشمل العقوبات منع التحويلات المالية المشبوهة من قطر إلى الجهات المشتبه بتورطها بالإرهاب، وفرض مراقبة عن كثب للأفراد والكيانات القطرية المتورطة بالإرهاب".

وأوضحت المصادر أنه على الصعيد السياسي والدبلوماسي، يمكن للدول الداعية لمكافحة الإرهاب إحالة ملف قطر الدولة الراعية والداعمة للإرهاب إلى مجلس الأمن والمطالبة بتسليم القطريين المتورطين في تمويل الإرهاب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، كعلي صالح المري وعبد الرحمن النعيمي وعبد الله بن خالد بن حمد آل ثاني وزير الدولة للشؤون الخارجية الأسبق. وأضافت أنه يمكن أيضاً للسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر داخل مجلس التعاون الخليجي، وعزلها بعدم دعوتها للفعاليات وعدم الاستجابة لاستضافتها أي نشاط والتخلي عن تنفيذ الاتفاقات التي يمكن لهذه الدول عدم التقيد بها وفق قوانين المجلس، ما يعطل وجودها عملياً، والبحث في عضوية قطر في جامعة الدول العربية.

وسط ذلك، اتهم وزير الإعلام السعودي عواد العواد أمس قطر بتشغيل أكثر من 23 ألف حساب على "تويتر" تدعو إلى إثارة الفتنة في المملكة العربية السعودية، من بينها حساب غامض يحمل اسم "مجاهد" متخصص بنشر أسرار العائلة المالكة ويتبعه أكثر من 1,8 مليون شخص. وقال في تصريحات لوكالة "فرانس برس" تم حصر أكثر من 23 ألف حساب مصطنع..قطر كانت وراء هذه الحسابات التي تدعو إلى الثورة في المملكة، وبالنسبة لنا هذه مسألة أمن وطني، أي تأجيج الشارع.

واتهم قناة "الجزيرة" بنشر رسائل الكراهية ووصفها بأنها منبر للإرهاب من بن لادن إلى القرضاوي، وأنه من الطبيعي إغلاقها، وأن يكون هناك محاسبة للقناة والعاملين فيها. وشدد على أنه لا يمكن لهذه القناة الاستمرار بهذا الشكل، ومن الطبيعي أن يتم إغلاقها. وأكد أن قطر كانت تقف وراء حسابات على تويتر دعت إلى تظاهرات في 21 أبريل/نيسان و2 يونيو/حزيران في السعودية خلال شهر رمضان. لكنه شدد على أن تلك التحركات فشلت، وقال إن حساب "مجاهد" الذي قام بتعبئة لصالح قطر منذ بدء الأزمة مع جيرانها مُشغّل من قبل سعد الفقيه وهو سعودي منشق يعيش في لندن، ومن قبل قطر.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده تحارب الإرهاب وتمويله بكل قوة، مشيراً إلى قمة الرياض التي عقدت قبل شهر ومثلت منعطفاً في محاربة الإرهاب. وقال في خطاب في العاصمة البولندية وارسو تشاركنا مع 50 دولة مسلمة في مواجهة الإرهاب وتمويله من أجل حماية العالم". وأضاف:  نحارب بكل قوة ضد الإرهاب وسنفوز. وكان ترامب قال في وقت سابق إن قطر تقدم دعماً للإرهاب على أعلى مستوى، وطالبها بالتعاون من أجل وقف هذا الدعم.

وجدد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون دعم بلاده لمساعي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتجاوز الأزمة الراهنة في الخليج. وقالت "وكالة الأنباء الكويتية" إن تيلرسون بحث في اتصال هاتفي مع أمير الكويت، آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وجدد دعم الولايات المتحدة لمساعي أمير الكويت لتجاوز الأزمة الراهنة في المنطقة.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الألماني زيجمار غابرييل أمس إنه لا يوجد خطر للتصعيد العسكري في أزمة قطر، وإن هناك تقدماً، وجدد دعم بلاده لجهود الكويت لحل الأزمة القطرية، داعياً إلى التهدئة واللجوء إلى الحوار من أجل التوصل لحل يرضي الجميع. ونسبت قناة "العربية" إلى غابرييل العائد من جولة شملت السعودية والإمارات وقطر والكويت قوله إن قطر وافقت على إتاحة وثائقها عن الأفراد والكيانات. وأضاف استخباراتنا ستتحقق من اتهام قطر بدعم وتمويل الإرهاب.

ونقلت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية عن مصادر لم تسمها أن الآلاف من الألمان والجاليات العربية والأجنبية سينظمون تظاهرة حاشدة ضد تمويل ودعم قطر للإرهاب والجماعات الإرهابية في العالم، اليوم الجمعة، وغداً السبت، أمام اجتماع قمة العشرين، التي تبدأ فعالياتها في ولاية هامبورغ.

ويشارك وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية، في التظاهرة الاحتجاجية التي جاءت بناء على دعوة من المنظمة الألمانية لمكافحة العنف والإرهاب ولقيت دعماً من منظمات حقوقية ألمانية وجاليات مختلفة أكدت عزمها المشاركة. وسيتقدم المتظاهرون بمذكرة احتجاجية للمشاركين في المؤتمر، يطالبون خلالها قادة الدول العشرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وعدم السماح لحكامها بتوجيه عائد ثروات النفط والغاز لقتل الأبرياء وزرع الفتنة، ونشر الحروب في دول المنطقة والعالم.

في المقابل، زعم وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمس أن بلاده ستستمر في دعمها للمجتمع الدولي في جهوده الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف بالشراكة مع حلفائها الدوليين. وقال عقب لقائه وزير الدولة لشؤون الدفاع في المملكة المتحدة توبايس الوود إن مكافحة الإرهاب في المنطقة هي مسألة أولوية للأمن القومي والإقليمي والعالمي.