لندن ـ سليم كرم
قامت الشرطة البريطانية ليل أمس الاحد، بتفتيش منزل لاجئ ثانٍ، كجزء من التحقيق الإرهابي في تفجير "بارسونز غرين" الارهابي في لندن. وكانت ألقت القبض على رجلٍ يبلغ من العمر 21 عامًا في ضاحية "هونسلو" ليل السبت بعد ساعاتٍ قليلة من القبض على الشاب البالغ من العمر 18 عامًا والذي يُشتبه في أنَّه زرع القنبلة في محطة المترو في دوفر، غرب لندن.
وبعد عملية الاعتقال الثاني طوَّق الضباط عقارًا على بُعد أمتار قليلة من مطار هيثرو يرتاده اللاجئ السوري الذي كان يعيش سابقًا في منزل رون وبيني جونز اللذين كانا يحتضنان الشاب البالغ من العمر 18 عامًا قبل اعتقاله. وكانوا يبحثون أيضًا عن عنوان في هونسلو. وكان الشاب يحي فروخ، الذي يُعتقد أنه في أوائل العشرينات من عمره، مُسجل في مكان الإقامة في "ستانويل"، ضاحية ساري، سبق إدراجه في منزل جونزيس في سونبوري على نهر التايمز.
ووفقا لصفحته على الـ"فيسبوك" انتقل فروخ إلى المملكة المتحدة من دمشق. وقال أصدقاء جونسيس إنَّ الزوجين المُسنين، اللذين سمحا لمئات الأطفال منذ السبعينيات للبقاء معهم، لم يعودا إلا مؤخرًا إلى مرحلة الحضانة بعد انتقالهم إلى محنة الشباب المحاصرين في أزمة اللاجئين. وقال صديق العائلة جيم ادوي البالغ من العمر 37 عاما أن الزوجين ارادا المساعدة فى إعادة توطين الاطفال من الخارج وخاصة مناطق الحرب، ولكنهما كانا يكافحان للتعامل مع أحد الأطفال فى رعايتهما.
وقد وصف السيد والسيدة جونز، اللذين تم تعيينهما في وزارة التربية والتعليم، للعمل الذي قاما به في عام 2009، كيف يشعران أنهما مضطران لمساعدة الآخرين والبقاء على اتصال مع العديد من الشباب الذين شاركوهما منزلهما. وقالت السيدة جونز إنَّ الأطفال الذين أخذتهم في حاجة إلى أن يشعروا بالحب والشعور بشيء خاص. وأضافت: "نفتح قلوبنا لجميع الأطفال، وكل من يأتي إلينا سنبذل قصارى جُهدنا لمساعدتهم بكل ما يحتاجونه". وتابعت: "لابد أن هناك مئات الأطفال، وأنا أحاول البقاء على اتصال معهم، وقد تم تبني بعضهم، فأرسل لهم بطاقات عيد ميلاد".
وأعلن جيران مبنى ستانويل الذي طوقته الشرطة إنَّ فروخ انتقل إلى العقار منذ أكثر من عام. وقال أحدهم: "كان هناك رجال يذهبون إلى منزله، وهناك دائما سيارات تأني الى المبنى، وجميعهم يتحدثون العربية. وبعضهم يرتدون قبعات على رؤوسهم واللباس (التقليدي) الطويل، وكان دائمًا يتحدث العربية. وفي بعض الأحيان رأيته يرتدي شالاً أسود حول رأسه."
وقال بات هودج، الذي يعمل في مستودع قريب: "اعتقدت انه كان طالبا، كانوا يضعون حصائر الصلاة في الحديقة، وكان لديهم دائما شيء، مثل الأدوات، في يدهم ولكن لم يكن هناك تلفزيون، ولا أثاث في المنزل."
وقال متحدث باسم شرطة العاصمة أنه "يجري حاليا البحث في ثلاثة عناوين، ويجرى بحثان فى العناوين فى "سارى"، ويجري بحث آخر في هونسلو في ما يتعلق بالتحقيقات الجارية في حادث بارسونز غرين". وأضاف المتحدث باسم شرطة العاصمة أنه "تم القبض على رجل آخر من قبل محققين من قيادة مكافحة الإرهاب التابعة للجبهة الأميركية للتحقيق في الهجوم الإرهابي الذي وقع في بارسونز غرين يوم الجمعة 15 سبتمبر/ أيلول.
وأضاف: "تم اعتقال الرجل البالغ من العمر 21 عاما في هونسلو في حوالي الساعة 23: 50 من صباح يوم السبت 16 سبتمبر/أيلول. وتابع:"إنه اعتقل بموجب المادة 41 من قانون الإرهاب واقتيد إلى مركز شرطة جنوب لندن حيث لا يزال محتجزا".
وبعد ساعات من الاعتقال الثاني، قالت أمبر رود، وزيرة الداخلية، إنَّ مستوى التهديد في المملكة المتحدة قد انخفض من درجة حرجة إلى شديدة. وقالت إنَّ الشرطة حققت "تقدمًا جيًدا" في التحقيق حيث أعلنت أنَّ البلاد رفعت درجة التأهب إلى أعلى حالة تأهب ضد الإرهاب. واضافت رود: "بعد الهجوم الذي وقع في بارسونز غرين يوم الجمعة الماضي، حققت الشرطة تقدمًا جيدًا في ما يعتبر عملية مستمرة. وأنَّ مركز التحليل الإرهابي المشترك، الذي يستعرض مستوى التهديد الذي تحتله المملكة المتحدة، قرر خفض هذا المستوى من الحرجة إلى الحادة.
وختمت: "لا يزال هناك احتمال كبير بأنَّ يكون الهجوم محتملًا جدًا، لذلك احث الجميع على الاستمرار في اليقظة".
وقد تم رفع مستوى التهديد إلى أعلى مستوى له ليلة أمس الجمعة بعد أن انفجرت القنبلة المصنوعة منزليا في قطار خط المقاطعة مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 29 شخصًا. ووصف الشهود مشاهد الإرهاب والذعر بعد أن صدر من الانفجار "كرة نارية" و عبر القطار. تم إعادة فتح محطة بارسونز غرين في الساعات الأولى من يوم السبت.