القوات الحكومية تخرق الهدنة في درعا

سيطر الجيش السوري أمس الأحد على سلسلة جبال الثردة، ليوسع بذلك دائرة الأمان حول مطار دير الزور العسكري بعد ساعات من وصول القوات المتقدمة إلى منطقة "البانوراما" على المدخل الجنوبي الغربي للمدينة. وقالت وكالة "سانا" إن وحدات من الجيش السوري والقوات الحليفة قامت بتأمين محيط مطار دير الزور بالكامل، بعد طرد مسلحي تنظيم "داعش"، الأحد، من منطقة سلسلة جبال الثردة التي تعد خط الدفاع الرئيس عن المطار من الجهة الجنوبية. وكانت وحدات الجيش السوري المتقدمة من محور السخنة دير الزور التقت ظهر معالأحد  الوحدات المرابطة في منطقة البانوراما على أطراف دير الزور، بعد أن وصلت طلائعها إلى المنطقة والفوج 137 وكبدت تنظيم "داعش" خسائر بالأفراد والعتاد.

وأشارت الوكالة إلى حالات فرار جماعية في صفوف "داعش" باتجاه مدينة الميادين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، بعد سيطرة الجيش السوري على اوتوستراد السخنة - دير الزور وبفعل المعارك الدائرة والقصف التمهيدي على تجمعات التنظيم في محيط جبال الثردة، على أكثر من محور.

وفي محافظة الرقة، تجددت الاشتباكات بشكل عنيف بين القوات الحكومية والمسلحين لمواين لها من جنسيات سورية وغير سورية وقوات العشائر المسلحة والمدربة روسيا من جانب، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في شرق بلدة غانم العلي، في محاولة من قوات النظام تحقيق تقدم على حساب التنظيم واستعادة مناطق خسرتها قبل أسابيع لصالح التنظيم، بعد هجوم عنيف نفذه الأخير على المنطقة، وتترافق الاشتباكات كع عمليات قصف مكثف من قبل القوات الحكومية على مناطق في الاشتباك، في حين كانت الطائرات الحربية نفذت ضربات مكثفة استهدفت مناطق في مدينة معدان وأماكن أخرى في الريف الشرقي للرقة، ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال.

على صعيد متصل ارتفع إلى 11 على الأقل بينهم رجل وزوجته عدد الشهداء الذين قضوا في القصف الجوي خلال الـ 24 ساعة الفائتة، على مناطق في مدينة الرقة، من قبل تنظيم “داعش”، في حين تواصل قوات عملية “غضب الفرات” قصفها مستهدفة مناطق يسيطر عليها التنظيم في مدينة الرقة، في حين تتواصل الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جهة، وعناصر تنظيم “داعش”، في محيط مركز مدينة الرقة، في محاولة من قوات النظام تحقيق تقدم في المنطقة

وفي محافظة درعا، فتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة مستهدفة مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، مسجلة بذلك خرقاً جديداً لهدنة الجنوب السوري المطبقة منذ الـ 9 من تموز/ يوليو من العام الجاري 2017 . وفي محافظة دير الزور، استشهد رجل من قرية أبو حردوب بريف دير الزور، جراء إصابته برصاص قناص حرس الحدود التركي، خلال محاولته العبور إلى الجانب التركي، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية الروسية عاودت استهداف منطقة البوليل الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، والمعبر المائي الواصل بينها وبين الضفاف الشرقية لنهر الفرات

أما في محافظة حلب، تعرضت مناطق في بلدة بنان الحص الواقعة في الريف الجنوبي لحلب، لقصف من القوات الحكومية، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وفي حافظة إدلب، أصيبت مواطنة في بلدة معرة مصرين برصاص قناص مسلحين موالين للنظام متمركزين في بلدتي الفوعة وكفريا، بريف إدلب الشمالي الشرقي

أما في محافظة حمص، فقد قصفت القوات الحكومية بالقذائف والرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة الغنطو وأماكن أخرى في الريف الشمالي لحمص، كما قصفت القوات مناطق في قرية عيون حسين الواقعة في الريف ذاته، في حين استهدفت الفصائل بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام على طريق حمص السلمية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في مثلث جب الجراح شاعر الشومرية، في الريف الشرقي لحمص، في محاولة من القوات الحكومية تحقيق مزيد من التقدم في المنطقة، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه تتواصل العمليات العسكرية من قبل قوات النظام في بادية حمص الشرقية، حيث لا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة  في مثلث جب الجراح شاعر الشومرية، بين عناصر من تنظيم” داعش” من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف آخر، في هجوم متواصل للأخير  منذ الـ 7 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017.

ورصد المرصد السوري تمكن القوات الحكومية من تحقيق تقدم جديد تمثل بالسيطرة على 3 قرى جديدة في محور جب الجراح بالإضافة لسيطرتها على قرية جديدة وتلة بالقرب منها في محور جبل الشومرية، وتمنكت القوات من تحقيق هذا التقدم في هذا المثلث الواقع على بعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة حمص، بغطاء جوي وصاروخي متواصل، وأسفرت الاشتباكات المتواصلة حتى الآن عن قتلى وجرحى بين طرفي القتال.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية تمكنت بغطاء من القصف المكثف من تحقيق تقدم جديد في المنطقة والسيطرة على قريتين، ليرتفع إلى 12 على الأقل عدد القرى التي سيطرت عليها قوات النظام خلال الـ 48 ساعة الأولى من تحويل محور المعارك من ريف حماة الشرقي إلى مثلث الشومرية شاعر جب الجراح، بريف حمص الشرقي، وكان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل 26 على الأقل من عناصر التنظيم، فيما قتل ما لا يقل عن 7 عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في هذه الاشتباكات، إضافة الى إصابة العشرات بجراح متفاوتة الخطورة.

أما في محافظة حماة، فقد شهد الريف الشرقي استمرار الاشتباكات بشكل عنيف بين القوات الحكومية المدعومة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بمشاركة القوات الروسية من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الاشتباكات العنيفة تركزت على محاور التماس في محيط بلدة عقيربات وأطرافها، وفي الريف الشرقي لمدينة سلمية، حيث لا تزال معارك الكر والفر جارية بني الطرفين، إذ تمكنت القوات الحكومية من التقدم وتحقيق السيطرة على قريتين قبل أن يعاود التنظيم تنفيذ هجومه بغية استعادة السيطرة على القريتين وعلى محطة كهرباء سيطرت عليها القوات الحكومية، في حين تترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من قبل القوات الحكومية، ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوفهما.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر السبت أنه مع غياب الإعلام عن تسليط الضوء على الأحداث الجارية في محافظة حماة، يشهد الريف الحموي الشرقي استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها بمشاركة القوات الروسية من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في الريف الشرقي لمدينة سلمية، حيث تتواصل المعارك الطاحنة بين الطرفين، في منطقة عقيربات وريفها، والأجزاء التي تبقت تحت سيطرة التنظيم في محافظة حماة، والتي تقع ضمن دائرة محاصرة متصلة مع مثلث جب الجراح شاعر الشومرية بريف حمص الشرقي.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم “داعش” المستميت للمحافظة على وجوده في المنطقة، نفذ هجمات عنيفة ومعاكسة على المناطق التي تقدمت إليها القوات الحكومية، حيث تمكن التنظيم خلالها من تحقيق تقدم واسع واستعادة السيطرة على عدة قرى منها أبو دالي ورسم الضبعة ومسعود، وعلى أجزاء واسعة من بلدة عقيربات التي تعد آخر بلدة كان يسيطر عليها في محافظة حماة، كما كانت تعد معقله في الريف الحموي الشرقي، ويتزامن هذا القتال العنيف بين الجانبين، مع قصف جوي روسي مكثف وقصف من قبل القوات الحكومية، حيث تسببت الاشتباكات في سقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، إذ وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد قتلى التنظيم لأكثر من 207 عناصر بينهم نحو 17 عنصراً فجروا أنفسهم بعربات مفخخة وأحزمة ناسفة، في حين ارتفع إلى 84 عدد عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها ممنن قتلوا في القصف والاشتباكات منذ صباح يوم السبت الـ 3 من أيلول / سبتمبر الجاري وحتى اليوم الـ 9 الشهر ذاته، كذلك كانت وردت معلومات للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر تنظيم “داعش” في الريف الحموي الشرقي يحتفظون بجثث أو جرحى من عناصر القوات الروسية ممن قتلوا وأصيبوا في الريف الحموي الشرقي، حيث تبحث القوات الروسية عنهم، فيما كانت القوات الحكومية تمكنت في الثالث من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017 من تثبيت سيطرتها على بلدة عقيربات بعد معارك عنيفة وقصف جوي وبري مكثفين على البلدة تسببتا في مقتل العشرات من الطرفين.

وعلى صعيد متصل، تزداد أوضاع مئات العائلات سوءاً يوماً بعد الآخر، مع منع القوات الحكومية لهم من العبور نحو مناطق سيطرة الفصائل بريف حماة الشمالي الشرقي، ونحو محافظة إدلب، بالإضافة لمنع المواطنين من العبور من قبل تنظيم “داعش”، إذ يستهدفهما الطرفان بالطلقات النارية مع كال محاولة نزوح من المواطنين والفرار عبر حقل الألغام الذي زرعته القوات الحكومية على الخط الذي تسيطر عليه والفصائل بين مناطق سيطرة تحرير الشام ومناطق سيطرة تنظيم “داعش”، وأكدت مصادر أهلية أن أهالي عمدوا خلال الـ 24 ساعة الفائتة إلى الفرار، بعد أن سيَّروا أمامهم عدداً من الأغنام والماشية، في محاولة منهم لعبور حقل الألغام، إلا أن القوات الحكومية عمدت إلى إطلاق النار باتجاههم الامر الذي سبب خوفاً لدى الأهالي من الاستمرار فعادوا إلى حيث كانوا يتواجدون ضمن مناطق سيطرة التنظيم في حين عمدت القوات الحكومية إلى الاستيلاء على الماشية.