هجمات دموية بالأسلحة الكيميائية في سورية

اتّهمت الولايات المتحدة الأميركية، الحكومة السورية وداعميها، روسيا وإيران، الثلاثاء، بارتكاب أحد أشد الهجمات دموية بالأسلحة الكيميائية في سورية منذ سنوات، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص ومئات الاصابات أغلبهم من الأطفال في محافظة إدلب. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن "الهجوم يبدو كجريمة حرب". ودعا روسيا وإيران إلى كبح جماح حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لوقف القيام بضربات كيميائية أخرى.

وانضمت بريطانيا وفرنسا وتركيا إلى واشنطن في إدانة الهجوم الذى نسبته أيضا إلى حكومة الأسد. ومن المقرر إن يناقش مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء تقارير حول هذا الهجوم الكيميائي، الذي يُعتبر واحدًا من "أسوأ الجرائم التي نسبت إلى الحكومة السورية" منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه. وتشكل الهجمات الجديدة معضلة سياسية محتملة للإدارة الأميركية التي ترغب في تحويل التركيز في سورية بالكامل إلى محاربة تنظيم "داعش".

وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون قبل أيام فقط إن مصير الأسد "سيقرره الشعب السوري"، فيما قالت نيكي هالي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن "أولويتنا لم تعد الجلوس هناك والتركيز على الإطاحة بالأسد. " ووصف البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، الهجوم بانه عمل "يستحق الشجب" ضد أبرياء و "لا يمكن تجاهله من قبل العالم المتحضر".

لكن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبيسر قال إن "المذبحة من غير المرجح أن تغير موقف الولايات المتحدة تجاه الأسد بسبب "الحقائق السياسية" في سورية. وقال سبايسر للصحفيين "ليس هناك خيار أساسي لتغيير النظام كما حدث في الماضي". وأضاف: "ما نحتاج إلى القيام به هو أن نفعل ما بوسعنا لتمكين شعب سورية من إيجاد طريقة مختلفة ".

وأضاف إن "هذه الأعمال الشنيعة التي يقوم بها نظام بشار الأسد هي نتيجة ضعف الإدارة الأخيرة وحلولها". وقال سبايسر: "إن الرئيس أوباما قال في عام 2012 إنه سينشئ" خطًا أحمر "ضد استخدام الأسلحة الكيميائية، ولم يفعل شيئا".

وتصرُّ روسيا على انه ليس لها دور عسكري فى الهجوم. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: إن "المسؤولين الروس يحاولون التهرب من مسؤوليتهم لان روسيا وايران ضامنتان لالتزام حكومة الأسد بوقف اطلاق النار في محادثات السلام التي ساندها الكرملين في استأنا، كازاخستان، هذا العام.

وقال المسؤول الأميركي إنه يبدو أن موسكو غير قادرة أو غير راغبة في حمل الحكومة السورية على وقف إطلاق النار المتفق عليه. وأكد مجددا أن الهجوم على المدنيين يبدو أنه جريمة حرب. وأوضح شهود على الهجوم انه بدأ بعد شروق الشمس مباشرة. وأظهرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها النشطاء والسكان على الإنترنت الأطفال وكبار السن الذين يكافحون من أجل التنفس.
وبعد عدة ساعات، وفقا لعدة شهود، أصابت غارة جوية أخرى إحدى العيادات التي كانت تقوم بمعالجة الضحايا، الذين تم نقلهم إلى مستشفيات صغيرة وأجنحة الولادة لأن أكبر مستشفى في المنطقة قد أصيب بأضرار جسيمة جراء غارة جوية قبل يومين.