نيويورك ـ عادل سلامة
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان الأتفاق النووي مع ايران اتفاق معيب، وكان أكبر خطأ اقدمت عليه الولايات المتحدة الأميركية وحذر من ان "الدولة المارقة" لا تزال تتجه نحو اكمال انشائها لأسلحة نووية من شأنها ان تزعزع الاستقرار في الشرق الاوسط. كما تضمنت كلمة ترامب هجمات مباشرة على ايران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا.
وقد أبرمت إدارة أوباما اتفاقا مع طهران وخمس قوى عالمية أخرى في عام 2016، معتقدين إنها ستمنع صعود إيران كقوة عسكرية نووية. وتقول ايران ان لها الحق فى التنمية النووية السلمية للطاقة الكهربائية، وتنكر انها تسعى الى الحصول على اسلحة. ووافقت الأمة على الحد من عدد أجهزة الطرد المركزي النووية ووقف بناء مفاعلات المياه الثقيلة لمدة 15 عاما. وسط شكوك فى ان ايران تسعي لتطوير برنامجها النووي من اجل الحصول على اسلحة نووية، واضاف ترامب انه يتعين الغاء الاتفاقية اذا لم يكن من الممكن اعادة التفاوض بشأنها بضمانات اكثر صرامة ضد خداع النظام الايراني.
وقال ترامب عن إيران، إن "حكومتها تغطي بمظهر ديموقراطي ديكتاتورية عنيفة". ووصف ترامب الاتفاق النووي الإيراني بـ"أسوأ اتفاق دخلت فيه أميركا". وأكد الرئيس ترامب في خطابه أنه سيضع مصالح أميركا أولا، وتطرق إلى الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة وتحسن أسعار البورصة وانتعاش سوق العمل. وأكد أن بلاده "لن تدخل بعد الآن في أي اتفاق لا يراعي مصالح أميركا بالدرجة الأولى". وتعهد الرئيس الأميركي بالقضاء على الإرهاب الإسلامي المتطرف ووجه تحذيرات إلى الدول الراعية للإرهاب، مؤكدا أن الجيش الأميركي سيكون أقوى من أي وقت مضى مع تخصيص إدارته 700 مليار دولار للإنفاق على الدفاع. وأضاف أن الإرهابيين ينقلون أعمالهم إلى كل مناطق العالم، وذكّر بقمة الرياض التي شارك فيها قادة عرب ومسلمون. ودعا جميع الدول للعمل معا لمواجهة الظاهرة.
وعن الأزمة السورية، قال ترامب إن "نظام دمشق مسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه"، مؤكدا سعي الولايات المتحدة إلى التوصل لحل سياسي يحترم إرادة الشعب السوري. وأشار الرئيس الأميركي إلى أن كلفة الهجرة غير المنظمة كبيرة للغاية. وتطرق إلى الأزمة في فنزويلا وقال إن الرئيس نيكولاس مادورو يحارب شعبه الذي يعاني من الجوع، مضيفا أن الدولة تنهار والمؤسسات الدستورية يتم تدميرها.
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني قال في حديث الى شبكة "سي ان ان" الاثنين ان الالتفاف على اتفاق ايران "سيحمل الولايات المتحدة تكلفة عالية ولا اعتقد ان الاميركيين مستعدون لدفع مثل هذه التكلفة الباهظة لشيء لن يكون مجديا بالنسبة لهم". وانتقد السيناتور ديان فاينشتاين، وهو من الديمقراطيين في كاليفورنيا، ترامب بعد خطابه. وقال في بيان "من خلال اقتراحه بان يعيد النظر في الاتفاق النووي الايراني وربما يلغيه، فقد صعد كثيرا من الخطر الذي نواجهه من ايران وكوريا الشمالية". وتساءل ما هي الدولة التي ستتفاوض مع الولايات المتحدة عندما يتم تقويض الاتفاقات التي نتوصل إليها مع الدول الأخرى بسهولة؟"
الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اشاد بترامب، حيث قال خلال أكثر من 30 عاما في تجربتي مع الأمم المتحدة، لم أسمع أبدا خطابًا أكثر جرأة أو أكثر شجاعة"، وتحدث الرئيس ترامب عن الحقيقة حول الأخطار الكبيرة التي تواجه عالمنا وأصدر دعوة قوية لمواجهتها من أجل ضمان مستقبل الإنسانية". كما اثار ترامب صراعا مع ايران يوم الثلاثاء لمصادرة عائدات النفط وتحويل الاموال الى الجماعات الارهابية وغيرها من الانظمة الشريرة.
وقال: "ان الحكومة الايرانية تخفي دكتاتورية فاسدة وراء الادعاء الكاذب لديمقراطية". لقد حولت دولة ثرية ذات تاريخ وثقافة غنية إلى دولة مارقة مستنفدة اقتصاديا تكون صادراتها الرئيسية من العنف وإراقة الدماء والفوضى ". واضاف "إن اكبر ضحايا المعاناة من قادة إيران هم، في الواقع، شعبها. وبدلا من استخدام مواردها لتحسين حياة الإيرانيين، فإن أرباحها النفطية تذهب لتمويل حزب الله والإرهابيين الآخرين الذين يقتلون المسلمين الأبرياء ويهاجمون جيرانهم العرب والإسرائيليين السلميين ". وقال ان "هذه الثروة التي تنتمي بحق الى الشعب الايراني تهدف ايضا الى تعزيز ديكتاتورية بشار الاسد وتغذية الحرب الاهلية في اليمن وتقويض السلام في الشرق الاوسط".
وختم بالقول: لقد حان الوقت لكي يحرر هذا النظام الايراني جميع الأميركيين ومواطني الدول الأخرى الذين احتجزوا ظلما. وقبل كل شيء، يجب على الحكومة الإيرانية التوقف عن دعم الإرهابيين، والبدء في خدمة شعبها واحترام الحقوق السيادية لجيرانها". وبعد الخطاب، قال ترامب للصحفيين: " قلت ما كان علي أن أقول، وذلك وفقا لما نشرته قناة "فوكس نيوز".