ضبط 134 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل طرابلس

أعلنت البحرية الليبية، التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، مساء الإثنين، عن ضبط 134 مهاجرًا غير شرعي كانوا على متن قارب مطاطي، قبالة سواحل العاصمة طرابلس. وقال المتحدث باسم القوات البحرية العميد بحار أيوب قاسم، إن "عملية ضبط وإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين تمت صباح اليوم على بعد 20 ميلًا شمال غرب العاصمة طرابلس".

وأضاف قاسم، في تصريح للأناضول، أن "المهاجرين غير الشرعيين كانوا على متن قارب مطاطي، وعددهم 134؛ بينهم 20 امرأة، 20 منهم يحملون الجنسية المصرية، وتونسي وباقي الجنسيات إفريقية مختلفة. وأشار إلى أن المهاجرين تم تسليمهم لمركز "طريق السكة" لإيواء للمهاجرين بالعاصمة بعد تقديم وإجراء الفحوصات الطبية والإنسانية اللازمة.

من جهة ثانية، ووسط حالة من الترقب لهجوم جديد قد تتعرض له منطقة الهلال النفطي التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، من قبل ميليشيات مسلحة بعضها محسوب على حكومة الوفاق الوطني، قُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص في اشتباكات وقعت في منطقة سوق الخميس والهيرة جنوب غربي مطار طرابلس. جاء ذلك في وقت كان من المفترض أن يقدّم المبعوث الدولي غسان سلامة، مساء أمس، إحاطته الأولى إلى مجلس الأمن عن جهوده لحل الأزمة الليبية، وذلك بعد شهر من تسلمه منصبه مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في هذا البلد.

وقالت مصادر ليبية رفيعة المستوى لـ"الشرق الأوسط" إن المشير حفتر على علم باحتمال شن ميليشيات مسلحة لهجوم جديد على منطقة الهلال النفطي الحيوية، ووصفت ذلك بأنه يدخل في إطار محاولة لتغيير الوضع العسكري في البلاد من قبل ميليشيات ينتمي بعضها إلى مدينة مصراتة، وتحظى بدعم حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج. معلوم أن حفتر الذي يعتبر الرجل القوي في منطقة شرق ليبيا، يهيمن على منطقة الهلال النفطي، بعدما تصدت قواته لمحاولتين على الأقل خلال العام الماضي ومطلع العام الجاري لاستعادة الميليشيات المسلحة سيطرتها على هذه المنطقة.

وأبلغ العميد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، "الشرق الأوسط" في تصريحات خاصة، أنه تم رصد ما وصفه بتحشيد كبير حول مدينة سرت وغربها لـ"العصابات الإرهابية"، نتوقع أن تكون وجهتها منطقة خليج السدرة للسيطرة على الموانئ والمنشآت النفطية، ومن ثم الانطلاق نحو بنغازي ودرنة. وتسيطر قوات حفتر على بنغازي بالكامل، لكن درنة تقع تحت سيطرة ميليشيات بعضها محسوب على تنظيم "القاعدة".

وأضاف المسماري: هناك تحشيد آخر معاد غرب منطقة الجفرة، ونتوقع أن تكون الوجهة لهذا الحشد قاعدة الجفرة والمنطقة الوسطى بالكامل لتأمين أي تقدم شرقاً، لافتاً إلى أن استطلاعات الجيش الوطني تتحدث عن تنظيم أنساق للقوة المعادية شرق سرت، وتم وضع المرتزقة التشاديين رأس حربة، وبعضهم نسّق مع ما يعرف بسرايا ثوار بنغازي، ومن ثم ميليشيات من مصراتة التي تميزت على العناصر الأخرى المتقدمة بوضع إشارات للتعارف بينها وبين طيران داعم لها، وقد يكون طيراناً حربياً أجنبياً، من دون أن يوضح لمن يمكن أن يتبع هذا الطيران الأجنبي الداعم للقوات المناوئة لحفتر. وأكد المسماري في تصريحاته أنه تم وضع قوات الجيش الوطني الليبي في حالة تأهب قصوى، وأعطيت الأوامر لغرف العمليات للتصرف ومُنحت حرية فتح النار في أي وقت.

إلى ذلك، نفى الشيخ عبد الرحمن الكيلاني، آمر كتيبة "سُبل السلام" التابعة للجيش الليبي، صحة تقارير اتهم جماعة "الإخوان المسلمين" بترويجها في شأن العثور على بطاقات مع جثث قتلى المعارضة التشادية في المعركة التي جرت قبل يومين. وأضاف الكيلاني في بيان أمس: "إنني شخصياً من أشرف على تفتيش الجثث الـ7، ولا وجود لأي مستند يدل على تبعيتهم للجيش الليبي. ما يتم تداوله هو لعبة إخوانية تصب في مصلحتهم، ولا تمس مصلحة الوطن بأي صلة".

من جهتها، قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا إن اشتباكات مسلحة وأعمال عنف وقعت أول من أمس بين الأهالي و"كتيبة ثوار ترهونة (كتيبة الكاني)، إثر قيام الأخيرة بعمل عدائي ضد السكان المحليين، مشيرة إلى أن الكتيبة هاجمت المنطقة مستخدمة أسلحة ثقيلة ودبابات وأسلحة متوسطة، ما أحدث حالة فزع وخوف لدى أهالي المنطقة.

في غضون ذلك، أوردت وكالة "رويترز" أن قوات مدينة مصراتة أفرجت أمس عن مجموعة من السجناء المحتجزين لديها من أنصار نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وتحتجز مصراتة عدداً كبيراً من مناصري رئيس النظام السابق الراحل معمر القذافي ممن اعتُقلوا بعد سقوط نظامه في عام 2011.