إدنبرة ـ عصام يونس
صوَّت البرلمان الاسكتلندي، الليلة الماضية، لصالح المطالبة بإجراء استفتاء استقلال إسكتلندا الجديد، في تحدٍ لتصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الرافضة لإجراء استفتاء الاستقلال حاليًا، حيث قالت إن "الآن ليس الوقت المناسب".
وصوَّت أعضاء البرلمان بـ 69 صوتًا لصالح الاستفتاء، بعد أن حذرت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا سترجين، من أنها لن تتراجع عن طلب أجراء استفتاء اذا تجاهلت السيدة ماي طلبها للحصول على تصويت جديد للاستقلال. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الاسكتلندية ديفيد مونديل، مباشرة بعد تصويت نواب البرلمان، إن موقف الحكومة البريطانية لم يتغير، وإن المفاوضات بشأن الاستفتاء لن تبدأ إلا بعد الانتهاء من تطبيق اتفاقية "البريكست" حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وينبغي على كلٍ من النواب والنبلاء التصويت على الاستفتاء الجديد ليكون مشروعًا، ولكن على الرغم من ما حدث الليلة في أدنبره، فان رئيسة الوزراء البريطانية غير ملزمة للدعوة الى تصويت في لندن. وتعنى المواجهة أن السيدة ستارغن ستتابع تحذيرها باتخاذ خطوات ضد رئيسة الوزراء البريطانية بعد عيد الفصح للدفاع عن إرادة البرلمان الأسكتلندي. ويبدو أن هذه التصريحات تلمح بأن السيدة ستارغن قد تقوم باقتراع استشاري.
وتأتي هذه الأحداث الدرامية، بعد مواجهة متوترة بين الزعماء أمس وعشية الطلاق الأوروبي، حيث تم تفعيل بداية المفاوضات رسميًا مع الاتحاد الأوروبي. وفي افتتاح مناقشة الأمس، طالبت السيدة ستارغن الملكة البريطانية باحترام رغبات البرلمان الأسكتلندي. وقالت: "إذا كانت الحكومة ستحترم رغبات البرلمان، سوف تدخل المناقشة بحسن نية واستعداد لتقديم تنازلات".
وأضافت: "ولكن إذا ما اختارت عدم القيام بذلك، سوف أعود إلى البرلمان بعد عطلة عيد الفصح لتحديد الخطوات التي ستقوم به الحكومة الاسكتلندية لتحقيق تقدم في إرادة البرلمان". وكانت السيدة ستارغن قد التقت السيدة ماي أمس في فندق "كراون بلازا" في غلاسكو، وعلى غير العادة لم تكن هناك مصافحة أمام الكاميرا – وهو الامر الروتيني في معظم لقاءات كبار الشخصيات.
وأصرت ماي على أن "الآن ليس الوقت المناسب" للتصويت على استفتاء استقلال جديد، وأوضحت أن الحكومة ستتجاهل أي طلبات للحصول على استفتاء على الأقل حتى يتم الانتهاء من البريكست في مارس/آذار 2019.
واتهمت ماي، ستارغن باللعب بمستقبل البلاد، وأصرت على ان موقفها لم يتغير. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الاسكتلندية ديفيد مونديل ان الحكومة تستبعد استفتاء استقلال لسنوات. وأضاف: " لن يتم الدخول في أي مفاوضات على الإطلاق حتى عملية إتمام عملية البريكست بالكامل".
وأضاف: "الآن هو الوقت المناسب للحكومة الاسكتلندية لتأتي جنبًا إلى جنب مع الحكومة البريطانية، والعمل معا للحصول على أفضل صفقة ممكنة في المملكة المتحدة، والتي من شأنها أن تعنى لإسكتلندا الكثير ونحن نغادر الاتحاد الأوروبي".