واشنطن ـ رولا عيسى
بعدما هدَّدت الولايات المتحدة بشن غارة على باكستان لتحرير امرأة أميركية وعائلتها المحتجزين كرهائن هناك، تم على الفور اطلاق سراح المواطنة الاميركية كيتلان كولمان البالغة من العمر 31 عاما، وزوجها الكندي يوشوا بويل ، البالغ من العمر 34 عاما، واولادهما الثلاثة بعد خمس سنوات من اختطاف الزوجين في افغانستان المجاورة. وبدأت عمليات انقاذهم عندما حلقت طائرة بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية على معسكر لجماعة "حقاني" المسلحة فى شمال غربى باكستان.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان المخططين العسكريين نظموا وحدة كاملة تابعة للقوات البحرية لفريق "سيل" للقيام بعمليات الانقاذ، بيد انه تم الغاء المهمة وسط مخاوف. حذر ديفيد هيل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في باكستان البلد المضيف من أن الولايات المتحدة مستعدة لغزو باكستان تماما كما حدث في عام 2011 عندما قتلوا زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن. وفي غضون ساعات تم العثور على العائلة وإنقاذها في كورام على بعد 165 ميلا عبر الحدود من كابول حيث اختطف الزوجان في عام 2012.
وقال سكان كورام انهم شاهدوا طائرات بدون طيار تحلق فوقهم قبل ايام من الانقاذ. ويقول مسؤولون باكستانيون انهم نصبوا كمينا للسيارة التى كانت تنقل الاسرة واطلقوا النار على اطاراتها لوقفها فجأة. واتهمت الولايات المتحدة مرارا باكستان بإيواء وتمكين شبكات إرهابية. وقدم الرئيس ترامب وإدارته تحذيرات متكررة لحكومته بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع تساهلها الواضح مع مجموعات مثل شبكة حقاني والقاعدة. وكانت باكستان مقرا لاختبأ أسامة بن لادن لسنوات في مجمع سري في "أبوتاباد"، واستطاع التخلص من القبض علية بعد ارتكاب تنظيمة هجمات 11 سبتمبر.
وقالت زوجة كيتلان في وقت سابق لوكالة انباء "اسوشييتد برس" في رسالة بالبريد الالكتروني: انها ما زالت فى المستشفى في كندا حتى وقت متأخر من ليلة الاثنين، ولكنها لم تحدد سبب اصطحابها. وقال جوشوا بويل بعد هبوطه فى مطار تورونتو يوم الجمعة ان ""شبكة حقاني" المرتبطة بحركة "طالبان" قتلت ابنته الرضيعة واغتصبت زوجته خلال السنوات التي احتجزوها. وفي تبادل البريد الإلكتروني السابق مع الأب، لم ترد على سؤال عن الطفل الرابع، لكنه قال في وقت لاحق لشركة الإذاعة الكندية أنها تعرضت للإجهاض القسري. وقالت حركة طالبان في بيان انها قامت بعملية اجهاض للمختطفة.
ويوم الاثنين، قال بويل انه وزوجته قرروا ان ينجبوا اطفالا حتى في الوقت الذي كانا محتجزين فيه كاسرى لانهم يخططون دائما لعائلة كبيرة". وقد قال والدا كيتلان بويل أنهما سعيدين بأن ابنته حرة، ولكنهما غاضبان من زوجها لأخذ ابنتهما إلى أفغانستان. وقال جيم كولمان، وهو والد كايتلان، ل "أبك نيوز": "أخذ زوجتك الحامل إلى مكان خطير جدا، بالنسبة لي، أمر غير معقول". وفي مقابلة مع "تورونتو ستار" كشف بويل انه يعتقد انها مزحة عندما قال له من خطفوه انه تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وقال بويل: "لم يدخل في ذهني أنه كان جديا". وقال بويل ان الظروف خلال المحنة التي استمرت خمس سنوات تغيرت مع مرور الوقت حيث تم تغيير الاسرة بين ثلاثة سجون على الاقل.
وقد وصف السجن الأول بأنه بربري بشكل ملحوظ، والثاني أكثر راحة والثالث كان مكانًا للعنف حيث كان فيه وزوجته يفصلان ويضربان في كثير من الأحيان. بعد عودته إلى منزل والديه في سميثس فولز، أونتاريو، أرسل بويل بريدا إلكترونيا بهما صورتين لابنه يظهر في الصورة الصبي يجلس على الأرض في زاوية مظلمة مع الطعام في يده. والآخر يظهر وهو ياخذ القيلولة مع غطاء يغطي جزءا من وجهه وتحيط به الحيوانات المحنطة.
وقال بويل، وهو عامل سابق في مركز الاتصال، في بيان أنه ذهب إلى أفغانستان مع زوجته الحامل لمساعدة القرويين الذين يعيشون في عمق أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان حيث لم تتمكن أي منظمة غير حكومية ولا عامل إغاثة ولا حكومة من النجاح لتقديم المساعدة اللازمة. " وكان بويل قد تزوج لفترة وجيزة من زينب خضر، الشقيقة الكبرى للمعتقل السابق عمر خضر وابنة أحد كبار ممولي تنظيم "القاعدة" الذين كانوا على اتصال بأسامة بن لادن. وكان عمر خضر المولود الكندي 15 عاما عندما اعتقلته القوات الاميركية عقب تبادل لاطلاق النار ونقل الى مركز الاعتقال الاميركي فى خليج غوانتانامو.