واشنطن - يوسف مكي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر الليلة الماضية بضرب القاعدة الجوية التي انطلقت منها الهجمة الكيماوية على خان شيخون السورية. وقال أن هذه الضربات على سورية كانت لحماية الامن القومي الأميركي، بعد أن فشلت جميع المحاولات لتغيير سلوك الرئيس السوري بشار الأسد.
ودعا ترامب العالم المتحضر للانضمام إلى الولايات المتحدة لإنهاء المجازر في سورية، مؤكدًا أنه ليس هنالك أي شك في استخدام القوات السورية اسلحة كيماوية محظورة.
وكانت الضربات الأميركية استهدفت فجر اليوم الجمعة موقعًا للأسلحة الكيماوية بالقرب من حمص السورية. وتضمنت هذه الضربات إطلاق أكثر من 50 صاروخًا من طراز "توماهوك" باتجاه قاعدة جوية في سورية. وقالت مصادر عسكرية إن سفنًا حربية اميركية نفذت عمليات القصف حيث اطلقت 59 صاروخ "توماهوك" على قاعدة الشعيرات الجوية في حمص السورية واستهدفت طائرات ومدارج ومحطات تزويد وقود. وقال مصدر في "البنتاغون" لقد أبلغنا موسكو بالضربة العسكرية على سورية.
وكان مجلس الأمن الدولي فشل في التصويت على أي من مشاريع القرارات الثلاثة التي طرحت على طاولته فجر الجمعة بشأن الهجمات الكيمائية التي وقعت قبل ثلاثة أيام في بلدة خان شيخون السورية وأسفرت عن مصرع العشرات من المدنيين. وأظهرت جلسة المشاورات المغلقة التي تم إعلان فضها فجر الجمعة وقبل 15 دقيقة فقط من شن واشنطن ضربات عسكرية على سوريا، انقساما واضحا بين موقفي روسيا من ناحية ومواقف كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا.
وكانت روسيا قد وزعت أمس على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار مضاد لمشروع القرار الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك والذي رغبت الدول الثلاث في طرحه للتصويت في الجلسة لكن تهديدات المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير فلاديمير سافرنكوف، باستخدام بلاده حق النقض حالت دون ذلك.
وخلال الجلسة تقدمت الدول العشر المنتخبة في مجلس الأمن (مصر وبوليفيا واثيوبيا وإيطاليا واليابان وكازاخستان والسنغال والسويد وأوكرانيا وأوروغواي) بمشروع قرار ثالث، كحل وسط بين مشروع القرار الروسي ومشروع القرار الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك، بيد أن الخلافات الواضحة بين روسيا من جهة والدول الثلاث من جهة أخرى، حالت دون التوصل إلى اتفاق بشأن مشروعات القرار الثلاثة.
وعقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة قال السفير فلاديمير سافرنكوف، في تصريحات للصحفيين أمام قاعة مجلس الأمن "إن الدول التي تعتزم شن عدوان عسكري على سورية سوف تقع عليها المسؤولية".