روسيا تبرز قوتها العسكرية عبر مناورات ضخمة

نشرت صحيفة بريطانية تقريرًا يستعرض قيام روسيا بتدريبات مكثفة لقوتها العسكرية في البحر الأسود، حيث خضعت القوات البحرية لتدريب قاسٍ في التضاريس الصعبة على السفن والقوارب المحملة بالصواريخ وفرق الطيران البحري كجزء من عملية التدريب. واشارت صحيفة "ديلي ميل" نقلاً عن خبراء الدفاع الى انه خلال العملية عثروا على لغم عائم لم يكتشف من قبل، وكان عليهم تدميره لاستكمال التدريبات بأمان.

واستمر تدريب الدفاع الجوي في المنطقة فضلا عن استخدام آلة مضادة للغواصات تسمي "بيريف بي -12" وهي طائرة برمائية روسية تعمل بالطاقة التوربينية مصممة للدفاعات المضادة للغواصات. كما جرت تدريبات بالقصف في المنطقة على أهداف جوية وساحلية وسطحية مستخدمة في بعثات التدريب. كما تم عرض طائرة مقاتلة من طراز "سوخوي سو – 30" ذات محركين، طورتها شركة سوخوي الروسية للطيران الحربي. ويأتي عرض القوة وسط تصاعد المخاوف في الغرب بشأن الأعمال الحربية المخطط لها من روسيا وبيلاروس.

لعبة الحرب او ما يسمى بالمناورة، هي ممارسة عسكرية نفذت لاختبار أو تحسين الخبرة التكتيكية للقوات المسلحة في البلاد. وقد أثارت المناورات التي ستجري في الفترة من 14 الى 20 سبتمبر/أيلول الجاري في بيلاروسيا وروسيا الغربية مخاوف حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقد انتقد بعض أعضاء التحالف، بما في ذلك دول البلطيق وبولندا، موسكو لعدم الشفافية وشككوا في نواياها، وسط تصاعد التوتر حول القتال في أوكرانيا.

وبرزت المخاوف الغربية حول المناورات المخطط لها من أن روسيا يمكن أن تبقي قواتها في بيلاروس بعد التدريبات، أو من هجوم مفاجئ على البلطيق. ورفض نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال الكسندر فومين ما وصفه بـ"التخريف الغربي حول ما يسمى بالتهديد الروسي". وقال في مؤتمر صحفي عقده الملحقون العسكريون الاجانب "ان السيناريوهات الاكثر احتمالية قد طرحت". "وقد وصل البعض إلى حد الادعاء بأن تمارين "زاباد" 2017 سوف تكون بمثابة  منصة للغزو واحتلال ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا.

وقال فومين ان الجيش الروسي سيدعو المراقبين الاجانب الى المناورات التي ستشمل 5500 جندي روسي و 7200 جندي بيلاروسي وحوالي 70 طائرة و 250 دبابة و 200 نظام مدفعي و 10 سفن بحرية. بيد ان تأكيدات موسكو فشلت في اخفاء جيران روسيا الذين يتوقعون ان تكون التدريبات اكبر بكثير من النطاق المعلن رسميا.

وكان وزير الدفاع الاستوني يوري لويك اعلن الشهر الماضي ان موسكو ستتمكن من نشر ما يصل الى 100 الف جندي. كما شكك نائب وزير الدفاع البولندي ميشال دوركزيك في المزاعم الرسمية لروسيا قائلا ان وارسو تتوقع نشر المزيد من الجنود الروس والمعدات. وفي حديثه يوم الاثنين عبر راديو الدولة البولندية، اعرب دوركزيك عن امله في ان لا تشمل هذه العملية سيناريوهات عدوانية ولن تسبب اي حوادث، واضاف ان "العمليات على هذا النطاق تثير دائما هذا الخطر".

وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرغ الاسبوع الماضي ان الحلف سيرسل اثنين من المراقبين إلى المناورات، لكنه أشار إلى أن المعلومات التي تقدمها روسيا البيضاء لا تشكل الرصد الحقيقي. وقال ان الناتو يسعى الى "اتباع طريقة اكثر دقة لمراقبة هذه التدريبات. وقد تناوب حلف شمال الأطلسي وحدات عسكرية في دول البلطيق وبولندا، وعقد التدريبات العادية في المنطقة – وتلك هي الأنشطة التي انتقدت موسكو كانعكاس لنواياها المعادية. وقد شاهد تحالف التحركات العسكرية الروسية بقلق متزايد بعد ضم موسكو عام 2014 شبه جزيرة القرم والدعم للمتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وقد استأجرت روسيا قاعدة بحرية في شبه جزيرة القرم قبل ضبطها، واستخدمت قوات منتشرة هناك لتجاوز بسرعة شبه جزيرة البحر الأسود.