فوز المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في انتخابات البوندستاغ الوطني

فازت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بفترة ولاية رابعة في منصب المستشار الألماني، في انتخابات البوندستاغ الوطني، الأحد الماضي، ولكنها خسرت في تلك العملية بعض من المكاسب التي حققتها الأحزاب الصغيرة، حيث سجل الاتحاد الديمقراطي المسيحي بقيادة ميركل وحليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي، أسوأ نتائجه منذ عقود، وخسر 65 مقعدًا على الرغم من أن البوندستاغ توسع ليضم 709 ممثلين.

وبدأت ميركل، الإثنين، مهمة جس نبض الشركاء السياسيين لتشكيل ائتلاف حكومي بعد انتصارها المر في الانتخابات التشريعية، الذي منحها ولاية رابعة كمستشارة للبلاد، حيث حصل التكتل المحافظ بزعامة ميركل على 33% من الأصوات، بانخفاض 8.5% مقارنة بانتخابات 2013، حيث يبدو أن سبب التراجع هو تعاملها مع أزمة اللاجئين في 2015، وهي أدنى نسبة يحصل عليها التكتل المحافظ منذ 1949.

وتشعر المؤسسة السياسية الألمانية بالصدمة مع اتجاه الناخبين لحزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للهجرة الذي حصل على 12.6% من الأصوات، وهي المرة الأولى التي يدخل فيها حزب من اليمين المتطرف البرلمان منذ أكثر من 50 عامًا، وأعلنت ميركل عزمها إجراء محادثات بشأن الحكومة الجديدة مع الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، والحزب الاشتراكي الديمقراطي "الشريك الحالي في الحكومة والذي أعلن نيته الانضمام لصفوف المعارضة".

وأدى وجود ميركل في وضع ضعيف على رأس ائتلاف غير مستقر إلى هلع المستثمرين، وقالت صحيفة "التليغراف البريطانية"، إن هذه الانتخابات لا يمكن وصفها إلا بكلمات عنيفة مثل الانهيار، حيث أن الانتخابات بدأت بمعاداة لميركل وانتهت لمصلحتها"، كما أكد رئيس هيئة العمال الألمانية، إنجو كرامر، أن "وجود حزب البديل من أجل ألمانيا في البرلمان هو أمر مضر لبلادنا، وعلى الأحزاب الأخرى أن تحاصر حزب البديل في المناظرات البرلمانية".

وبدوره وصف المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، كريستوف كاستانير، نتائج الانتخابات بأنها "انتصار مر"، وفي المقابل أعطى ألكسندر جاولاند أحد مرشحي حزب البديل، فكرة عما سيحدث في المستقبل، متعهدًا "بمطاردة" ميركل و"استعادة شعبنا وبلادنا".

ويبدو أن الخيار الأقوى أمام ميركل هو السعي وراء ائتلاف ثلاثي، ويتوقع أن يكون هشًا بسبب الخلاف على قضايا جوهرية كالهجرة والضرائب والبيئة والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي، وسيضم الائتلاف إذا ما تم الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، الذي أكد استعداده للدخول في مشاورات مع حزب ميركل، والحزب الديمقراطي الحر.

إلى ذلك، ظهر انقسام في حزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف بعد يوم واحد من تحقيقه المركز الثالث في الانتخابات مع قول زعيمته إنها لن تجلس في البرلمان مع أعضاء حزبها، وانسحبت فراوكة بيتري من مؤتمر صحافي بحدة، بعد أن قالت إنها ستقبل مقعدها البرلماني، لكنها لن تكون جزءً من المجموعة البرلمانية لحزبها، دون معرفة سبب انسحابها.