الحوار السياسي الليبي

وصل فريق الحوار السياسي الليبي إلى مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا، لمناقشة تعديل الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية وكانت الأمم المتحدة قالت قبل أيام إنها ستدعم أي توافق داخلي ليبي، بشأن تعديل اتفاق الصخيرات وتغيب عن النقاش بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمبعوثون الدوليون ويبحث أطراف الحوار الليبي إمكان تعديل عدد أعضاء مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني من تسعة إلى رئيس ونائبين حسبما ورد في مسودة الاتفاق الموقع في يونيو/حزيران 2015.

ويناقش المجتمعون في غدامس فصل مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني عن مجلس رئاسة الوزراء وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، حل بداية الأسبوع الجاري في العاصمة طرابلس، لإجراء مباحثات بشأن أزمة تطبيق بنود اتفاق الصخيرات وقال كوبلر إن الشعب الليبي هو الذي يقرر ما إن كانت هناك حاجة إلى تعديل اتفاق الصخيرات الذي أبرم قبل أكثر من عام، مضيفًا أنه إذا حصل توافق بين الأطراف الليبية فإن الأمم المتحدة ستدعم مسار تعديل الاتفاق.

وأشار كوبلر إلى ضرورة مراعاة بعض المبادئ، وهي أن يظل أولًا اتفاق الصخيرات الإطار العام للحل السياسي، وأن يتم ذلك بوسائل سلمية لا بالسلاح، وأن تُتخذ القرارات بسرعة لأن الشعب الليبي بحاجة ماسة إلى البني التحتية والخدمات الأساسية. ولا تزال ليبيا تعيش مرحلة من الانقسام السياسي والتوتر العسكري، تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين متنافسين في طرابلس غربًا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقًا.

ورغم توقيع اتفاق الصخيرات برعاية أممية وانبثاق حكومة وحدة وطنية عنه، باشرت مهامها من طرابلس أواخر مارس/آذار الماضي، فإن هذه الحكومة لا تزال تواجه رفضًا من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان في شرق البلاد.

وأكد السفير صلاح الدين الجمالي مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا، أن فراغ السلطة الحالي في ليبيا يزيد قوة التدخلات الخارجية ويدعم انتشار الإرهاب، منوهًا إلى أن خطة عمله في الفترة المقبلة تقوم على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين بالحوار، مشيرًا إلى أنه أجرى على مدار الشهرين الماضيين لقاءات تمهيدية مع كل العناصر المؤثرة في ليبيا، فيما يعتزم زيارة كل المدن الليبية قريبًا.

واعتبر الجمالي أن الدور العربي سيكون أكثر إيجابية وفاعلية في حل الأزمة، واصفًا المبادرات المصرية والتونسية والجزائرية بالإيجابية، إلا أنه دعا إلى تجميعها حتى لا تشتت ويضعف تأثيرها. ودعا كل القوى السياسية الليبية لبناء وطنهم بكل أبنائه لإبعاد شبح هذه التدخلات التي تعمل على عدم الاستقرار.

وأوضح المبعوث العربي أن هناك اهتماما وتضامنا عربيا خلافا عما يتردد بأن ليبيا تركت وحيدة في أزمتها، مشيرا إلى أنه التقى مع قيادات من مناطق مختلفة سواء طرابلس أو بنغازي وطبرق ومعظم نواب البرلمان الليبي وأعضاء الحكومات، ومع المستشار عقيلة صالح، واتفق مع رئيس المجلس الرئاسي على زيارة طرابلس خلال الشهر الحالي، ومنها إلى طبرق.

ورأى الجمالي أن الخلافات في معظمها حواجز نفسية أكثر منها سياسية، لوجود شبه اتفاق أن وثيقة الصخيرات هي المرجعية بالنسبة الكل، وبالطبع الكل لديه ملاحظات وتم تحديدها مؤخرا حول الرئاسة والقيادة العليا للجيش والحكومة ورئاسة المجلس الرئاسي، وبالتالي إذا تم التوافق حول عناصر الاختلاف يمكن السير خطوات أخرى للأمام، وأمل أن تسير الأمور للأفضل.