غزة ـ ناصر الأسعد
دعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله خلال زيارته الاولى لقطاع غزة منذ اكثر من عامين، جميع الفلسطينيين الى الالتفاف حول القيادة الفلسطينية في رام الله والتغلب على الخلافات بين الفصائل. وقد وصل الحمد الله أمس الاثنين الى غزة على رأس وفد كبير من وزراء ومسؤولي السلطة الفلسطينية في محاولة لبدء العمل على انهاء الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية.
وبعد عبور وفد السلطة الفلسطينية معبر "إيريز" في حوالي الظهر، استقبلهم آلاف من سكان غزة. وقال الحمد الله في مؤتمر صحفي اثناء حديثه عن مرحلة صغيرة ومزدحمة تم تقليصها بين المسؤولين الفلسطينيين: "انني ادعو الجميع دون استثناء الى احتضان القيادة والمصالحة والوحدة الوطنية ووضع مصالحنا الوطنية فوق كل الاعتبارات والمصالح الضيقة للحزب".
ومنذ أن أطاحت "حماس" بالسلطة الفلسطينية التي يسيطر عليها "فتح" من قطاع غزة في عام 2007، أنشأ الطرفان المتنافسان حكومتين: حكومة تديرها حركة "حماس" في غزة وحكومة تديرها حركة "فتح" في الضفة الغربية. غير أن "حماس" أعلنت حل مجلس إدارتها في غزة قبل أسبوعين ودعت السلطة الفلسطينية إلى أن تحل محلها.
واقترح الحمد لله انه اذا نجحت المصالحة فان الفلسطينيين سيحصلون على دعم دولي اكبر لمواقفهم. وقال "ان العالم لن يقف الى جانب الشعب الممزق والمقسوم بغض النظر عن عدالة قضاياه او شرعية حقوقه". وقالت اللجنة الرباعية المكونة من ممثلين عن الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا يوم الخميس الماضي ان اعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السلطة الفلسطينية "ستفتح الدعم الدولي لنمو غزة واستقرارها وازدهارها ".
وقال مسؤول فلسطيني كبير طلب عدم الكشف عن هويته إنه في حين يعتقد أن الفلسطينيين يسيرون على طريق المصالحة، فإنهم لا يزالون يواجهون العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها. وأضاف: "لا يزال امامنا عدد من القضايا التي يجب ان ننفذها". وطبقا للمسؤول فان السلطة الفلسطينية وفتح وحماس تخطط في البداية لبحث نقل الشؤون المدنية في غزة الى السلطة الفلسطينية. واضاف انه اذا توصل الطرفان الى اتفاق حول الشؤون المدنية فانهما سيحاولان التوصل الى اتفاق حول امن غزة - وهو الامر الذى انقسمت عليه تماما. فبينما تريد السلطة الفلسطينية وفتح السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة، قالت حماس إنها لن تتفاوض على نزع سلاح جناحها المسلح، الذي يقول المحلل أنه يتألف من 25000 شخص.
وعقب المؤتمر الصحفي، حضر الحمد لله، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ويحيي سنوار، كبير مسؤولي حماس في قطاع غزة، الغداء في منزل غزة لعضو في اللجنة المركزية لحركة فتح. وأظهرت صور الغداء التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية وحماس يجلسون الى جانب بعضهم البعض. وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، زار الحمد لله أيضا مفيد أبو خير، الذي أعيد بناء منزله مؤخرا بعد تدميره في عام 2014 خلال عملية الجرف الصامد. ومن المقرر أن تستضيف الحكومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي في مقر مجلس الوزراء، منزل الرئيس محمود عباس السابق في مدينة غزة.