بيونغ يانغ ـ عادل سلامه
أكد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي أنتون موروزوف، أن "كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة جديدة لصاروخ بعيد المدى، يُعتقد أنه قادر على الوصول إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة". وأفادت وسائل إعلام روسية ان موروزوف ومشرعين آخرين يقومون بزيارة إلى "بيونغ يانغ" منذ الثاني من تشرين الأول/أكتوبر وحتى اليوم.
ولفت موروزوف الى "أن الكوريين الشماليين يجهزون لتجارب جديدة لصاروخ بعيد المدى. بل إنهم قدموا لنا حسابات رياضية يعتقدون أنها تثبت أن صاروخهم قادر على ضرب الساحل الغربي للولايات المتحدة"، مشيراً الى أنه "بحسب فهمنا، إنهم يعتزمون إطلاق صاروخ آخر بعيد المدى فى المستقبل القريب. وبوجه عام، فإن مزاجهم عدائي إلى حد ما". وكشف موروزوف أيضا أن الكوريين الشماليين قالوا له إن لديهم تكنولوجيا تسمح لهم بإعادة رأس حربي إلى الأرض سليمًا.
ومن المقرر ان تقام الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي الكوري الشمالي، يوم الثلاثاء المقبل. كما ان يوم الاثنين هو أيضا يوم "احتفال كولومبوس" في الولايات المتحدة، وهذا يعني احتمال إطلاق صاروخ في هذين اليومين. وعادة ما يختبر كيم جونغ أون الصواريخ خلال العطل الرسمية الأميركية لضمان أقصى قدر من التغطية الإعلامية. وكان آخر اختبار رئيسي أجري في عطلة رسمية هو إطلاق صاروخ في الرابع من يوليو/تموز الماضي، وقال كيم إنه "هدية للولايات المتحدة الأميركية".
وتأتي هذه الانباء بعد ان بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوضع الكوري الشمالى مع القادة العسكريين يوم الخميس الماضي. ووصف الوقت بانه "الهدوء الذي يسبق العاصفة". وتأتي هذه الانباء بعد ان هدد كيم ترويض ترامب بالنار بعد ان هدد الرئيس الاميركي بـ "تدمير كوريا الشمالية تماما" وذلك في كلمة امام الامم المتحدة.
وقال كيم في خطاب شخصي لم يسبق له مثيل للرئيس ترامب: إن الولايات المتحدة "ستدفع الثمن غاليا"، مضيفا أن كوريا الشمالية "ستنظر بجدية في ممارسة أعلى مستوى من التدابير المضادة المتشددة في التاريخ". وأضاف: "أنا الآن أفكر بجد في الإجابة التي كان يمكن أن يتوقعها عندما سمح لهذه الكلمات ان تجري على لسانه". وكانت كوريا الشمالية نشرت في وقت سابق صورا لما ادعت انها "خطة اطفاء" للهجوم على القاعدة العسكرية الاميركية في غوام. وقيل ان كيم استعرض الخطط لكنه قرر عدم الهجوم.
ويعتقد عدد قليل من المراقبين الدوليين أن كوريا الشمالية ستهاجم بالفعل الولايات المتحدة أو دولة متحالفة معها لأنه ليس هناك احتمال أن تتمكن من كسب حرب مع أميركا. الا ان ري يونغ وزير خارجية كوريا الشمالية اثار احتمالا اخر وهو ان الدولة الناقلة يمكن ان تهبط برأس حربي في المحيط الهادىء. ومن شأن مثل هذه المظاهرة أن تثبت أن لديها سلاحا نوويا قابلا للتطبيق، دون أن تدفع بالضرورة إلى القيام بعمل عسكري أميركي. ويعتقد كيم أن تأمين هذا السلاح، وإثباته للمجتمع الدولي أنه يعمل، هو المفتاح لضمان بقاء نظامه.
ويتفق معظم الخبراء على أن كوريا الشمالية لديها بالفعل صاروخ بعيد المدى. كما ادعى كيم ان لديه قنبلة هيدروجينية قوية صغيرة بما فيه الكفاية لتتلاءم مع الصواريخ، بعد ان اجرت الدولة تجربة نووية سادسة ناجحة في وقت سابق من هذا العام. والعقبة الأخيرة هي في تكنولوجيا إعادة الدخول التي من شأنها أن تجلب الرؤوس الحربية إلى الأرض سليمة. ولا يعتقد أن الشمال يمتلك حاليا هذه التكنولوجيا، حيث ظهرت مركبات العودة من اختبارات هواسونغ -14 السابقة التي تقع في المحيط بعد تدميرها. وتصاعد التوتر في الأسابيع الماضية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وتبادل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون التهديدات والشتائم.