سول ـ عادل سلامه
دفع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ -أون، من خلال خطابه للرد على الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان شخصي يوم الجمعة، نفوذ وتصعيد حكومته إلى مستوى جديد يحتمل أن يكون أكثر خطورة. ولطالما نشرت كوريا الشمالية صورة التصدي للأعداء، وأكدت على ذلك عبر دعايتها ودبلوماسيتها بتهديدات وإهانات كبيرة. وفي بيان كتب بضمير المخاطب ونُشر على الصفحات الأولى من صحف الدولة وقُرأ على التلفزيون الوطني، وصف كيم ترامب بـ"بشيخ عديم الفائدة يخنق الولايات المتحدة " ونفى "وجود إهانة له ولبلده أمام عيون العالم".
وتعهد كيم باتخاذ "أعلى مستوى من الإجراءات المضادة المتشددة في التاريخ". وفي بلد يعتبر فيه القائد أساسا كإله، فإن قرار كيم بالاستجابة شخصيا لخطاب ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتعهد بأعمال انتقامية أدى إلى تصعيد المواجهة بشأن البرنامج النووي في كوريا الشمالية بطريقة غير مسبوقة.
وعلى الرغم من أن البيان لم يشر إلى الأسلحة النووية، إلا أن تدخل كيم، في سياق نظام سياسي مبني على شخصيته، يجعل من الواضح بشكل حاد احتمال أن تتراجع حكومته أو تنازل، حتى في مواجهة الحرب أمر صعب. ودان كيم تهديد ترامب بأن "يدمر كليا" كوريا الشمالية إذا أجبرت الولايات المتحدة على الدفاع عن نفسها، وأعلن أنه "أقنعني، بدلًا من أن تهديدي أو أوقفي، أن الطريق الذي اخترته صحيح، وأنه الخيار الذي يجب إتباعه".
وبعد وقت قصير من تصريحات كيم، أدلى وزير خارجيته، ري يونغ هو، بملاحظات جاهزة للصحافيين خارج فندقه في نيويورك، قائلا إن الأمر يعود للسيد كيم في أن يقرر ما ينبغي عمله، ولكن في ذلك الأثناء قد تجري كوريا الشمالية أكبر اختبار للوقود الهيدروجينى في المحيط الهادىء.
ولم يكن ري قد أبدى تعليقا مثيرًا للقلق دون موافقة كيم، على الرغم من أن بعض المحللين يتساءلون عما إذا كانت كوريا الشمالية تمتلك التكنولوجيا أو الجرأة السياسية لإجراء تجربة نووية في الغلاف الجوي، وهو أمر لم يشهده العالم على مدى عقود. ورد ترامب يوم الجمعة بذكر هذا النزاع. على موقع تويتر، وقال الرئيس أن كيم "من الواضح أنه مجنون".
وكثيرا ما أصدرت كوريا الشمالية بيانات بأسماء حكومتها وجيش الشعب، ومنذ تسلمها السلطة في أواخر عام 2011، ألقى كيم خطابا يوم رأس السنة الميلادية. بيد أن بيان يوم الجمعة هو الأول من نوعه الذي أدلى به كيم بصراحة في مواجهة رئيس دولة أجنبية. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إن والد كيم وجده، اللذين حكما كوريا الشمالية قبله، لم يقوما بمثل هذا التصريح.
وقال المحللون إن كيم، الذي ترتكز قيادته على الجرأة تجاه أعداء كوريا الشمالية الخارجيين، حوَّل المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية إلى مبارزة شخصية مع ترامب.
ونشرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية صور كيم يجلس في مكتبه ويقرأ بيانه، ولكن لم يتم بث صوته. وفي التلفزيون المركزي الذي تديره الدولة، قرأت مذيعته بيانه. وفي يوم الجمعة، بيَن كيم إنه اعتبر الهجوم الأخير الذي قام به ترامب شخصيا واتهمه بأنه "إعلان أشد حربا في التاريخ". وأشار كيم أيضا إلى أن خطاب السيد ترامب العدائي يؤكد الضعف الأميركي بدلا من حله. وقال "إنه كلب خائف ينبح بصوت عال".