دمشق ـ نور خوام
قُتل 3 أشخاص مدنيين بينهم اثنان من عائلة واحدة، وذلك جراء قصف طائرات التحالف الدولي على مناطق في مدينة الرقة وأطرافها، في حين تتواصل الاشتباكات متفاوتة العنف على محاور في حي القادسية الواقعة غرب مدينة الرقة، بين تنظيم "داعش" من طرف، و"قوات سورية الديمقراطية" المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية من طرف آخر، وسط تقدم جديد للقوات وسيطرتها على القسم الغربي من حي القادسية واستمرار محاولتها لبسط سيطرته الكاملة على الحي. كذلك تتواصل الاشتباكات بين الطرفين في ريف الرقة الجنوبي الغربي، حيث تمكنت "قوات سورية الديمقراطية" من التقدم والسيطرة على قرية الفرخة بالمنطقة، في حين يتواصل القصف الصاروخي من قبل قوات عملية "غضب الفرات" على مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في مدينة الرقة.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر أن الاشتباكات العنيفة تواصلت بين "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" في أطراف حيي البريد وحطين من جهة حي الرومانية، إثر هجوم معاكس لعناصر من التنظيم في محاولة لتحقيق تقدم واستعادة السيطرة على المنطقة، وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من قبل قوات عملية “غضب الفرات” وطائرات التحالف الدولي على مواقع التنظيم ومناطق سيطرته في محور الاشتباك ومحيطه ومناطق أخرى في مدينة الرقة، كما ترافقت الاشتباكات مع دوي انفجار عنيف ناجم عن تفجير التنظيم لآلية مفخخة استهدف مواقع تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية
وكان المرصد نشر أمس أن الاشتباكات تجددت بعنف على محاور في الأطراف الشرقية والغربية من مدينة الرقة، حيث تدور في هذه الأثناء بين تنظيم "داعش" من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية، إثر هجوم من قبل الأخير في محاولة لاستكمال عملية الالتفاف على شمال المدينة وفصل الفرقة 17 عن المدينة، تمهيداً لعزل التنظيم أكثر وتضييق الخناق عليه في محاولة لإجباره ودفعه للانسحاب من المدينة، حيث علم المرصد السوري أن هذه الاشتباكات والتوجه من أطراف المدينة الشرقية والغربية، نحو شمال المدينة، يأتي بالتزامن مع هجوم من قبل قوات مجلس منبج العسكري ومقاتلي "قوات سورية الديمقراطية" نحو المناطق المتبقية بين منطق تقدم قوات عملية “غضب الفرات” في منطقة الكسرات وبين نهر الفرات، عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بجنوب مدينة الرقة، في محاولة لاستكمال الطوق وإطباق الحصار بشكل كامل على مدينة الرقة، كما يشار إلى أن عملية التقدم في جنوب مدينة الرقة قبل أيام، كانت بهدف محاصرة تنظيم "داعش" وإجباره على الانسحاب من المدينة، قبل إكمال الطوق حول المدينة وإدخالها في حصار كامل، وأبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تراجع العمليات القتالية، وعدم إمكانية تقدم قوات عملية “غضب الفرات” أكثر داخل المدينة، جاء نتيجة استماتة عناصر تنظيم "داعش" في صد الهجمات، وكثافة زرعه للألغام في المدينة وعلى خطوط التماس، إضافة لنشر عدد كبير من القناصة في المدينة وعلى محاور القتال، حيث شهدت المدينة معارك شرسة وعمليات هجوم معاكس جرت بشكل عنيف ونفذها التنظيم لصد تقدم قوات عملية “غضب الفرات” وبخاصة عند أسوار المدينة القديمة.
كما أكدت عدد من المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لم تجر عملية انسحاب تنظيم "داعش" من المدينة، أو حدوث اتفاق على الانسحاب، على الرغم من تنفيذ قوات عملية “غضب الفرات” عملية تقدم من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في جنوب مدينة الرقة، واقترابها من سد آخر منفذ انسحاب للتنظيم من المدينة نحو بقية مناطق سيطرتها، وذلك نتيجة عدم موافقة روسيا على انسحاب تنظيم "داعش" نحو محافظة دير الزور، وتهديدها باستهداف الرتل المنسحب من مدينة الرقة في حال جرى التوصل لاتفاق.
وفي محافظة القنيطرة، تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، و"هيئة تحرير الشام" والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في أطراف ومحيط مدينة البعث وبلدة خان أرنبة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، حيث كانت هيئة "تحرير الشام" والفصائل بدأت أمس هجوماً على مواقع القوات الحكومية بغية السيطرة على مدينة البعث وتمكنت من التقدم في نقاط ومواقع، وتترافق الاشتباكات المتواصلة مع قصف صاروخي مكثف ومتبادل بين طرفي القتال. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أكثر 9 مقاتلين من هيئة تحرير الشام والفصائل قضوا خلال القصف والاشتباكات، ومقتل 6 عناصر من القوات الحكومية بينهم ضابط برتبة عقيد، بالإضافة لمقتل عنصر من القوات الحكومية جراء استهداف طائرات اسرائيلية مواقع لالقوات الحكومية اليوم في ريف القنيطرة، حيث يعد هذا ثاني قصف إسرائيلي يستهدف ريف القنيطرة خلال الـ 24 ساعة الفائتة، وكان القصف الإسرائيلي الأول أمس استهدف مواقع وآليات للقوات الحكومية قضى على إثرها عنصران من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وأصيب آخرون بجروح.
والجدير بالذكر أنه كانت أسفرت معارك أمس الأحد عن مقتل 5 عناصر على الأقل من القوات الحكومية وإصابة عدة عناصر آخرين، بينما قضى أكثر من 8 مقاتلين من الفصائل بينهم قائد عسكري وأصيب مقاتلون آخرون بجروح بينهم أيضاً قيادي عسكري، كما يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس أن عنصرين اثنين من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها قضيا في قصف للطائرات الإسرائيلية على موقع وآليات لالقوات الحكومية في ريف القنيطرة، كما وردت معلومات مؤكدة عن إصابة آخرين بجراح، جراح بعضهم خطرة.
أما في محافظة حمص، فقد قصفت القوات الحكومية أماكن في قرية تلدهب بمنطقة الحولة في الريف الشمالي لحمص، كذلك استهدفت القوات الحكومية بالرشاشات الثقيلة مناطق في قرية السعن الأسود بالريف الشمالي لحمص، دون معلومات عن خسائر بشرية. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي استهدفت عصر الاحد منزل بالقرب من مركز إنعاش الريف في مدينة الميادين الواقعة في ريف دير الزور الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، فيما استشهد شخص وأصيب أكثر من 12 آخرين بجراح بينهم مواطنات وذلك جراء سقوط قذائف أطلقها تنظيم "داعش" على حيي الجورة والقصور الخاضعين لسيطرة القوات الحكومية بمدينة دير الزور، وكان المرصد السوري نشر عند منتصف ليل أمس أن 6 أشخاص على الأقل استشهدوا وقضوا وأصيب عشرات آخرون بجروح جراء سقوط قذائف أطلقها تنظيم "داعش" على مناطق في حيي الجورة والقصور اللذين تسيطر عليهما القوات الحكومية في مدينة دير الزور.
وعلم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 10 أشخاص جلهم مواطنات وأطفال أصيبوا جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات حرس الحدود التركية أثناء محاولتهم العبوة إلى أراضيها من منطقة دركوش الحدودية، كما خرجت مظاهرة في بلدة سراقب الواقعة بريف إدلب الشرقي، حيث طالب المتظاهرون بإسقاط النظام السوري والإفراج عن المعتقلين، بينما أصيب شخص بجراح في بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية بريف إدلب وذلك جراء تعرضه لرصاص قناص، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تفجيرًا جديدًا ضرب مدينة إدلب مساء أمس، يعتقد أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بالقرب من فرع المرور بالمدينة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر الأحد، أن مزيداً من الانفجارات هزت محافظة إدلب بعد منتصف ليل السبت الأحد، حيث رصد نشطاء المرصد السوري انفجار عبوة ناسفة في منطقة سوق بمدينة إدلب، ما أسفر عن إصابة ناشط إعلامي وطفل، كذلك انفجرت عبوة ناسفة في محيط مخفر ببلدة أرمناز في ريف إدلب، دون أنباء عن خسائر بشرية، كما سمع دوي انفجار ببلدة كفروما بمنطقة معرة النعمان يرجح أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بالمنطقة. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 10 أشخاص على الأقل بينهم 3 أطفال دون سن الـ 18، إثر تفجير بسيارة مفخخة استهدف سوقاً ببلدة الدانا الواقعة في الريف الشمالي لمدينة إدلب، بالقرب من الحدود مع لواء إسكندرون، كما تسبب التفجير بإصابة نحو 30 شخصاً آخراً بجراح متفاوتة الخطورة، حيث لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، ووجود معلومات أولية عن مزيد من الشهداء، وليرتفع إلى 12 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا في جولتين من التفجيرات التي استهدفت بلدة الدانا خلال الـ 24 ساعة الفائتة، حيث كانت الجولة الأولى من التفجيرات استهدفت الدانا بعد منتصف ليل أمس متسببة في استشهاد شخصين وإصابة نحو 10 آخرين بجروح، كذلك انفجرت عبوة ناسفة على حاجز تابع لهيئة تحرير الشام بأطراف بلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
أما في محافظة حماة، فقد قصفت القوات الحكومية مساء الأحد أماكن في الريف الغربي لمدينة سلمية بريف حماة الشرقي، بينما تجددت الاشتباكات في محور خط البترول بالريف الشرقي لحماة، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، تترافق مع قصف صاروخي على محاور الاشتباك، ومعلومات عن خسائر بشرية بين طرفي القتال.
وفي محافظة ريف دمشق، وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على أماكن في منطقة بيت جن بريف دمشق الغربي، ولا معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة. ونفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على أماكن في محيط بلدة نصيب الحدودية مع الأردن، وسط إلقاء الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على أماكن في منطقة غزر ومحيطها شرق مدينة درعا، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، كما استهدفت القوات الحكومية بمزيد من الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض أرض مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، بالتزامن مع إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة مساء الأحد على أماكن في درعا البلد، أيضاً قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدتي الغارية الغربي وداعل بريف درعا، دون أنباء عن إصابات.