كييف - جلال ياسين
تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ26، اليوم الاثنين، فيما يستمر القصف الروسي على المدن الأوكرانية. يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مهلة حتى ظهر اليوم للسماح للقوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب بمغادرة ماريوبول بدون أسلحة، فيما ردت الحكومة الأوكرانية على الطلب الروسي بأن الاستسلام في ماريوبول غير وارد. وميدانيا، قُتل 4 أشخاص على الأقل في كييف جرّاء قصف شنّه الجيش الروسي على مركز تجاري، مساء الأحد، وفق ما أعلن رئيس البلدية فيتالي كليتشكو.
وكان انفجار ضخم هز المدينة خلال الهجوم، وشوهدت نيران بين أنقاض مركز "ريتروفيل" التجاري، حسب صحافيّين في وكالة "فرانس برس". من جهتها، قالت خدمات الطوارئ على "فيسبوك"، إن قصفا تسبّب باندلاع حريق في طبقات عدّة من المركز التجاري الواقع في منطقة بوديلسكي شمال غرب المدينة، وباندلاع النار في آليات عدة. ونشرت خدمات الطوارئ صورا التقطتها كاميرا مراقبة تظهر انفجارا هائلا وسحابة على شكل فطر، وأعقبت ذلك سلسلة انفجارات صغيرة.
وانتشل رجال الإطفاء من بين أنقاض المبنى رجلا واحدا على الأقل مغطّى بالغبار، حسب صور فيديو أخرى نشرتها خدمات الطوارئ. وطوّق جنود الموقع وأمروا الصحافيين بالتراجع، مشيرين إلى الخطر الذي تُمثّله ذخائر غير منفجرة، من دون أن يعطوا مزيدا من التفاصيل
وقال سكّان يعيشون في مبنى مجاور تحطّمت نوافذه بسبب الانفجار، إنّهم شاهدوا قبل أيام عدّة قذائف صواريخ متحرّكة قرب المركز التجاري. وتعرّضت كييف لسلسلة هجمات الأسبوع الماضي، بما في ذلك هجوم على مبنى سكني الأحد خلّف خمسة جرحى..
ودعت الدفاع الروسية، مساء الأحد، القوات الأوكرانية في ماريوبول لتسليم الأسلحة مقابل ممر آمن لها، كما أمهلتها حتى صباح الاثنين للاستسلام وتسليم المدينة، فيما رفضت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، التهديد الروسي بضرورة إلقاء السلاح في مدينة ماريوبول، وأكدت أن الاستسلام مستبعد جدا، وأن أوكرانيا أبلغت الجانب الروسي بهذا الأمر وقال الكولونيل جنرال ميخائيل ميزينتسيف، مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، في إفادة وزعتها وزارة الدفاع: "ألقوا أسلحتكم" في إشارة إلى القوميين الأوكرانيين. وأضاف: "كارثة إنسانية مروعة تحدث.. كل من يلقون أسلحتهم نضمن لهم ممراً آمناً إلى خارج ماريوبول". وتابع المسؤول الدفاعي الروسي أن الممرات الإنسانية من ماريوبول سوف تُفتح الساعة 10:00 بتوقيت موسكو (07:00 بتوقيت غرينتش) في 21 مارس
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن أوكرانيا أمامها حتى الساعات الأولى من صباح 21 مارس للرد على طلب تسليم ماريوبول. كما دعت روسيا الأمم المتحدة والصليب الأحمر للإشراف على خروج قوات أوكرانيا من ماريوبول.وأعلن البيت الأبيض، صباح الاثنين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيتوجه إلى وارسو، الجمعة، للقاء نظيره البولندي أندريه دودا، ومناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا، كما سيتصل بقادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا اليوم.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن "الرئيس سيناقش كيفية استجابة الولايات المتحدة إلى جانب حلفائنا وشركائنا، للأزمة الإنسانية و(أزمة) حقوق الإنسان التي خلّفتها حرب روسيا غير المبرّرة على أوكرانيا"، مشيرا إلى أن زيارة بايدن هذه ستتم بعد توجّهه إلى بلجيكا حيث يلتقي قادة في حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.وتعليقًا على رحلة بايدن إلى أوروبا، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن "الرحلة ستركّز على مواصلة حشد العالم دعمًا للشعب الأوكراني" وضد عملية الرئيس بوتين في أوكرانيا. وأضافت "لكن لا توجد خطط (لديه) للسفر إلى أوكرانيا".
وكان البيت الأبيض قال أمس، إن بايدن لا يخطط للسفر إلى أوكرانيا كجزء من رحلته الأوروبية، مشيرا إلى أن رحلة الرئيس الأميركي إلى أوروبا ستركز على مواصلة حشد الدعم العالمي لأوكرانيا.وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ الأحد إن الحلف يركّز "على عدم امتداد الصراع (مع روسيا) إلى خارج أوكرانيا".وشدد ستولتنبرغ على أن "هدف" حلف الناتو "هو منع الصراع مع روسيا". كما أكد أن الحلف سيزيد من دعمه لأوكرانيا "عسكرياً وإنسانياً واقتصادياً".يأتي ذلك بينما قال أوليكسي دانيلوف سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني في مقابلة تلفزيونية السبت إن أوكرانيا ستتسلم شحنة جديدة من الأسلحة الأميركية في غضون أيام تتضمن صواريخ جافلين وستينجر.وقد سلّم الحلفاء ضمن "الناتو" أوكرانيا شحنات أسلحة محمّلة بالطائرات لدعم جيشها في مواجهة العملية العسكرية الروسية. وانتقدت روسيا هذه الشحنات التي جاءت من دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
في سياق آخر، نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية الأحد عن رئيس "لجنة حماية سيادة الدولة" في مجلس الاتحاد الروسي أندريه كليموف قوله إن دخول أوكرانيا وجورجيا إلى حلف "الناتو" سيؤدي إلى "عواقب وخيمة" على البلدين في حال مواجهتهما لروسيا.وأضاف كليموف: "إذا انتهى الأمر بأوكرانيا أو جورجيا في حلف شمال الأطلسي، فقد يصبح الوضع مختلفاً تماماً بالنسبة لهما، وفي مثل هذه الظروف سيكون مميتاً".وتابع كليموف أن الانضمام إلى الناتو "يعادل الانضمام إلى ناد انتحاري"، بحسب ما نقلته عنه الوكالة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليل الأحد، إنه تحدث إلى الكنيست والحكومة في إسرائيل من أجل تسريع المحادثات مع روسيا، ورجّح أن تكون القدس مكانا لهذه المحادثات بين كييف وموسكو. واعتبر زيلينسكي أن القدس يمكن أن تُشكّل "المكان المناسب لإيجاد السلام"، في إشارة منه إلى المفاوضات التي كان دعا إلى إجرائها مع روسيا.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر "تلغرام" إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يحاول إيجاد طريق للتفاوض مع روسيا، ونحن ممتنّون له على كل جهوده، حتى نتمكّن عاجلا أم آجلا من بدء المناقشة مع روسيا. ربما في القدس. إنّه المكان المناسب لإيجاد السلام، إذا كان ذلك ممكنا".
وحاول بينيت إطلاق وساطة بين أوكرانيا وروسيا، وسافر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعيد بدء العملية الروسية في أوكرانيا، وكثّف المحادثات الهاتفية مع زيلينسكي. وطلب زيلينسكي، خلال خطاب وجّهه إلى الكنيست، أن تتّخذ الدولة العبرية "خيارها" وتدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني أعلن، في وقت سابق من أمس الأحد، أنه مستعد للتفاوض مع الرئيس الروسي، مشيراً في حديثه لشبكة "سي إن إن" CNN: "أعتقد أنه بدون مفاوضات لا يمكننا إنهاء الحرب". زيلينسكي أضاف: "إذا كانت هناك فرصة 1% فقط لنوقف هذه الحرب، فأعتقد أننا بحاجة لاغتنامها".
كما حذر من أنه إذا فشلت محاولات التفاوض مع روسيا فهذا يعني أن هذه "حرب عالمية ثالثة"، بحسب تعبيره.وكان الرئيس الأوكراني اتهم الكرملين بالتسبب بكارثة إنسانية، مشيراً إلى أن الأوكرانيين سيتذكرون حصار روسيا المرعب لماريوبول لعدة قرون، مؤكداً أن حصار ماريوبول شهد ارتكاب جرائم حرب كما اتهم الرئيس الأوكراني موسكو بأنها رحّلت آلاف الأوكرانيين قسرا إلى روسيا
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أوستن يؤكد أن الغزو الروسي لأوكرانيا وحد دول "الناتو"
أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من "كارثة ما بعد الحرب" مع التلويح بوثيقة استسلام