انقرة - جلال فواز
كشف مهرِّب مهاجرين الى أوروبا يدعى أبو محمد، أنه ربح ما يقارب الـ 800 ألف دولار أميركي عام 2015 ، بعد أن تمكن من تهريب آلاف الأشخاص من تركيا إلى اليونان، مشيرًا الى أنه كان يعمل في مكتب سياحي في إسطنبول، ولكنه ترك عمله هناك الآن، وأصبح يتواجد باستمرار في الشارع لالتقاط الزبائن. وأفاد أبو محمد بأن هاتفه الخلوي كان في وقت ما خلال عمله في المكتب، يحتوي على 80 ألف مكالمة مفقودة لم يرد عليها أو ينتبه اليها، واليوم فإن هاتفه لا يرن الا قليلاً بعدما ترك المكتب، وبات يعمل في الشارع.
وكانت الهجرة من تركيا إلى اليونان قد تقلصت بنسبة 95% بعد حدوث أزمات اللاجئين في تركيا في أواخر عام 2015، والتي انهارت على إثرها أعمال أبو محمد. وقد فرضت دول البلقان أيضًا بعض الحدود على الهجرة في بداية عام 2016، واحتجزت بعض المهربين، من بينهم، أبو محمد. وقد وافق مؤخرًا على إجراء مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" بشرط عدم إظهار وجهه في الصور، وأيضا عدم ذكر اسمه، وتعريفه بكنيته فقط.
وقال أبو محمد إنه ولد في سورية، وعمل مساعدًا لطبيب أسنان. وحاول أن يسافر إلى تركيا ولكنه أخفق في ذلك، قبل أن يتمكن من الهرب إلى هناك. كما أشار أبو محمد إلى أنه قابل العديد من المهربين إلى ثلاث قارات. وأضاف أن المهاجرين لم يكونوا عملاء فقط، بل كان منهم أقاربه وابنه الصغير، والذين ذهبوا في رحلات خطرة عبر البحار. وعبر أبو محمد عن عدم سعادته بالقيام بمثل هذه المهنة، حيث أنه من الصعب أن تجد شخصًا أمينًا فيها، ولكنه أكد أنه صادق وأمين في هذا العمل. وأخذ أبو محمد طاقم الصحيفة إلى المقاهي التي كان يقابل فيها زبائنه والحدائق التي لم يعد ينام فيها اللاجئون.
وقال أبو محمد أنه سئم من ركود العمل، لكنه أكد أنه مازال يتلقى مكالمات، حتى من هؤلاء الذين لا يزالون على متن السفن. وأشار الى أن ما يقرب من ربع المبلغ الذي ربحه، لم يحصل عليه بعد، بل أنه تلقى وعودًا من زبائنه بإرسال مستحقاته إليه بعد أن يصلوا إلى أوروبا، وقال أبو محمد إنه ينوي استثمار تلك الأموال في أعمال أخرى. فقد قرر أن ينشئ مقهى وحدد مكانه.
وسألت الصحيفة مصدرًا سياسيًا تركيًا عما إذا كانت الدولة التركية تنوي عدم التعرض الى المهاجرين، فأجاب المصدر أن الدولة ستلاحق المهربين فقط.