غزة - مصر اليوم
تسبب قصف إسرائيلي على مستشفى في غزة في مقتل مئات الفلسطينيين لتتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، فيما يتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل اليوم في إشارة إلى الدعم لحربها ضد حركة «حماس». وألغيت قمة أردنية فلسطينية مصرية أميركية كانت مقررة في عمّان اليوم على خلفية الهجوم الإسرائيلي على المستشفى.
وبينما أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 3200 شخص وإصابة 11 ألف معظمهم أطفال ونساء منذ بدء الحرب على القطاع، حث الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة على التحرك جنوبا قائلا في تحذير جديد بشأن الإخلاء إن هناك «منطقة إنسانية» تتوفر فيها مساعدات في المواصي الواقعة على بعد 28 كيلومترا أسفل ساحل القطاع الفلسطيني.
وعلى الجبهة الشمالية، أصيب أربعة جنود إسرائيليين جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من جانب «حزب الله» اللبنانية خلال الليل.
واستبقت إسرائيل الزيارة «التضامنية» التي يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بها إليها وانتقاله إلى مسرح الحرب، اليوم الأربعاء، بتنفيذها أمس مذبحة في ساحة مستشفى الأهلي العربي بقطاع غزة، فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» سقوط «ما بين 200 إلى 300» قتيل جراء الغارة الإسرائيلية، مشيرة إلى وجود «المئات تحت الأنقاض».
وكان من المقرر أن تعقد في العاصمة الأردنية عمّان اليوم (الأربعاء) قمة أميركية - أردنية - فلسطينية - مصرية، فور إنهاء الرئيس الأميركي زيارته «التضامنية» إلى إسرائيل، واستماعه إلى الاستراتيجية الإسرائيلية «ووتيرة العمليات العسكرية، واحتياجات تل أبيب لمواصلة الدفاع عن شعبها، والتزام الولايات المتحدة بأمن حليفتها»، وفق ما أفاد به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي.
وأفادت مصادر رسمية في عمّان أمس بأن الملك الأردني سيعقد لقاءات منفصلة مع الرؤساء الأميركي والمصري والفلسطيني، ثم يلتقي في قمة ثلاثية تضم الرئيسين المصري والفلسطيني، قبل استضافته قمة رباعية، تضم رؤساء أميركا ومصر وفلسطين؛ لبحث التطورات الخطرة في غزة وتداعياتها على المنطقة، والعمل من أجل إيجاد أفق سياسي يعيد إحياء عملية السلام.
وبدوره، جدّد مجلس الوزراء السعودي في جلسة له برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، رفض المملكة دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، ورفع الحصار عن غزة، والدفع بعملية السلام؛ وفقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود (1967م)، وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن جهته، أعلن المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي أمس تقديم مساعدات إنسانية لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، بشكل فوري، وشدد على ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وفي غضون ذلك، تواصلت أزمة تعثر إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح من الجانب المصري. واصطفت عشرات الشاحنات المحملة بآلاف المواد الغذائية والدوائية، بينما طالب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إسرائيل بـ«التوقف عن استهداف الجانب الفلسطيني من معبر رفح»، مؤكداً أن بلاده «لم تغلق قط المعبر بشكل رسمي، بينما تعرض المعبر من الجانب الفلسطيني لقصف إسرائيلي ما حال دون عمله بالشكل المعتاد».
وعلى صعيد متصل وبعد ساعات على مأساة مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وجه الجيش الإسرائيلي تحذيراً جديداً لأهل القطاع.
وحث في بيان نشره على حساباته في مواقع التواصل، اليوم الأربعاء، سكان مدينة غزة على التحرك جنوباً من أجل "سلامتهم"، وفق قوله.
كما أضاف أن هناك "منطقة إنسانية" تتوفر فيها مساعدات في المواصي الواقعة على بعد 28 كلم أسفل ساحل القطاع الفلسطيني. وأوضح أن المساعدات الإنسانية الدولية ستُوجه إليها في حالة الضرورة.
بدوره، طلب المتحث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة "إكس" من سكان شمال القطاع ومدينة غزة، التوجه صوب المناطق المفتوحة في المواصي.
يأتي ذلك في حين أن أي مساعدات لم تدخل إلى القطاع حديثا، وسط نقص حاد في كافة السلع والمواد الغذائية، فضلا عن الإعانات الطبية في كافة أنحاء غزة. كما أوضح أن القصف الإسرائيلي لم يتوقف منذ أمس على كافة المناطق في القطاع لاسيما في خانيونس جنوباً.
كذلك جاء هذا التحذير الإسرائيلي بعدما شهد مستشفى الأهلي المعمداني قصفاً دامياً أودى بحياة 500 مدني، في هجوم مروع دانته معظم الدول الغربية فضلا عن الأمم المتحدة.
يذكر أن إسرائيل كانت دعت، الأسبوع الماضي، سكان شمال غزة إلى التوجه نحو مناطق الجنوب المتاخمة لمصر، والمكتظة أساسا، وعدم العودة ما لم يبلغا بذلك.
كما لوحت حينها بعملية أمنية وشيكة في مناطق الشمال، دون أن تحدد ماهيتها أو توقيتها.
فيما حذرت العديد من الدول الإقليمية لاسيما مصر والأردن، مما وصفته بالتهجير القسري للفلسطينيين وإفراغ القطاع الذي يخضع لحصار مطبق منذ السابع من أكتوبر، بعد أن شنت حركة حماس هجوماً مباغتاً على مستوطنات غلاف غزة.