واشنطن ـ يوسف مكي
وقَّع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس الماضي، مشروع قرار للكونغرس يدين العنصريين البيض، بعد مناورة من المشرعين لحثه على دعم نص القرار الذي كان رده المبهم على العنف العنصري في مدينة "شارلوتسفيل" سببا في إصداره. وحول توقيع ترامب مشروع القرار الى قانون "ينبذ القوميين البيض والعنصريين البيض وجماعة الكو كلوكس كلان والنازيين الجدد وجماعات الكراهية الاخرى"، بعد ان نال اجماعا في الكونغرس عند التصويت عليه بداية الاسبوع.
وفي تصريح له قال ترامب انه كان مسرورا بالتوقيع على القرار، مضيفا: نحن "كأميركيين ندين أحداث العنف الاخيرة في شارلوتسفيل ونعارض الكراهية والتعصب والعنصرية بكافة اشكالها". والاجماع الذي حصل عليه نص القرار في الكونغرس حصنه وجعل اي محاولة من ترامب لاستخدام الفيتو ضده متعذرة ونتيجتها على الارجح ستكون عكسية.وقال مشرعون من فيرجينيا ان الكونغرس تكلم "بصوت موحد" لادانة احداث آب/اغسطس بشكل جلي وغير مبهم، وذلك حين تحولت تظاهرة لقوميين بيض متطرفين الى احداث عنف حين قامت بوجههم تظاهرة مضادة لمعادين للعنصرية قتلت على اثرها امرأة من المحتجين على التظاهرة تدعى هيذر هاير. وتعرض ترامب لانتقادات على نطاق واسع حين ساوى بين الطرفين في المسؤولية عن العنف، وانحدرت شعبيته بعد ذلك بحسب الاستطلاعات الى أدنى مستوى خلال الاشهر السبعة له في البيت الابيض.
وبدا ترامب الخميس من خلال تصريحات على متن طائرته الرئاسية وكأنه يشيد برأيه الذي تعرض للانتقاد حول المساواة بين هؤلاء الذين قتلوا هيذر هاير والمحتجين المعادين للعنصرية. وقال ترامب مشيرا الى جماعة "آنتيفا" المناهضين للفاشية "اعتقد خاصة مع ظهور حركة آنتيفا اذا نظرت الى ما يجري هناك، كما تعلمون، فان هناك اشخاصًا سيئين في الجانب الآخر ايضا.
وقد تعرَّض ترامب للانتقاد الشهر الماضى بسبب ادعاءاته بان هناك "اشخاصًا طيبين جدا من الجانبين" للصراع و "العديد من الاطراف" كانوا مسؤولين عن الصراع الذى اسفر عن مصرع شخص واحد. جاء هذا الموضوع بعد ان استجوب صحفي ترامب عن اجتماعه صباح الجمعة مع السيناتور تيم سكوت، الجمهوري الاسود الوحيد في مجلس الشيوخ. وذكر الرئيس حركة "أنتفيا" اليسارية، وقال: "إذا نظرتم إلى ما يجري هناك، كما تعلمون، ستجدون بعض الرجال السيئين جدا على الجانب الآخر أيضا. ولم يقُل ترامب في رده الأصلي على شارلوتسفيل أن هناك "أشخاص سيئين جدا" على كلا الجانبين. وقال ان هناك "أشخاصا طيبين" من الجانبين. وقد أثار هذا التعليق ضجة. وقال ترامب ايضا ان "العديد من الاطراف" كانت مسؤولة عن غضب الجمهوريين والديمقراطيين على السواء. وبدلا من الاعتذار، اعتبر ترامب خلال مظاهرة حاشدة أنه استنكر بشدة الكراهية العنصرية، وقال ترامب في وقت سابق "ندين بأشد العبارات الممكنة هذا العرض الفظيع للكراهية والتعصب والعنف من العديد من الجوانب". ولم يذكر ترامب المتفوقين البيض على الإطلاق في تصريحاته الأصلية، مما أثار الانتقادات.
وقال سكوت لشبكة "سي بي اس نيوز" : "انه ينعكس بوضوح على ما قاله، على نواياه وتصور تلك التعليقات. وأضاف سكوت: "سأترك الرئيس يناقش كيف يشعر به، لكنه كان واضحا جدا أن التصور الذي حصل عليه في تعليقاته لم يكن بالضبط ما كان يقصد من تلك التعليقات". "كان الرئيس واضحا في بيانه الأولي أنه أدان الكراهية والتعصب والعنصرية بجميع أشكالها. وهو يواصل التمسك بتلك الرسالة. لقد كان متسقا جدا في هذه الحقيقة. وتحدث هو والسيناتور عن ذلك وناقشا ذلك، ووافقا على أن هذا هو المكان المناسب للتنديد.