القاهرة - مينا سامي
تمثل قضية زيارة أقباط مصر للقدس، قضية جدلية، بعدما كان البابا شنودة الراحل، قرر وقف سفر الأقباط إلى القدس، تضامنًا مع القضية الفلسطينية، ومنعًا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، إلا أن البابا تاوضروس الثاني، عاد ليفتح الباب جزئيًا أمام إعادة الأقباط تدريجيًا إلى القدس مجددًا، حيث توجد المقدسات الدينية التي عايشها السيد المسيح، في كنيسة القيامة، إضافة إلى قبره الذي دُفن به بعد صلبه- وفقًا للاعتقاد المسيحي.
وأعلن عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة المصرية، وأحد منظمي رحلات الحج للأقباط، صبري يني، أن آخر رحلة لنقل الأقباط المصريين إلى القدس تنطلق، الأحد، على أن تستمر الرحلات في القدس حتى يوم 20 من شهر نيسان / أبريل الجاري، مشيرًا إلى أن الرحلات انطلقت منذ الخميس الماضي، لنقل نحو 3500 مسيحي مصري، كاشفًا أن انخفاض عدد الحجاج الأقباط، بنسبة تزيد عن 35% مقارنة بالعام الماضي، نظرًا للحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وقال صبري يني، إن جميع الرحلات انطلقت من مطار القاهرة عبر شركة "آير سينا"، مشيرًا إلى أن عدد الشركات السياحية المنظمة لرحلات حج الأقباط، يبلغ 27 شركة، وتتراوح الأسعار بين 20 ألف جنيه وحتى 25 ألف جنيه للبرامج الاقتصادية، و35 ألف جنيه وحتى 40 ألف جنيه لبرامج الـ5 نجوم، مؤكدًا أن زيارتهم دينية فقط وليست لها علاقة بالتطبيع.
وقررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، النزول بسن منع الأقباط من السفر للقدس، مما دون 60 عامًا إلى 40 عامًا هذا العام، كما حصل الأقباط على حكم من المحكمة الدستورية العليا، بحق الأقباط فى الحصول على شهر إجازة للحج. وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، إن موقف الكنيسة مازال كما هو ولم يتغير، حيث أن قرار المنع من السفر إلى القدس، والذي سبق وأن اتخذه البابا شنودة الثالث، مازال كما هو، مع السماح لكبار السن فقط بالذهاب إلى القدس.
وقال المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إن هناك زيادة في تدفقات الحجاج المسيحيين إلى القدس هذا العام تفوق العام الماضي، معللًا أن ذلك قد يعود إلى الحكم الدستورية العليا، الذي يتيح حق القبطي في السفر، إلى القدس لزيارة الأماكن المقدسة بإجازة لمدة شهر مدفوعة الأجر وأيضا في ظل القرار البابوي، الذي يحظر السفر إلى القدس.
وأوضح أن القرار البابوي أصبح يمثل قيمة أدبية والتزام أخلاقي، ولا يرتب جزاء روحيا أو دنيويا، على من يسافر إلى القدس وهذا ما أثبته الواقع العملي. وقال مصدر في الكنيسة الكاثوليكية، إن عدد الحجاج الكاثوليكيين المسافرين إلى القدس هذا العام، تجاوز الـ2000 مواطن، حيث تعتبر الكنيسة الكاثوليكية هي الأكثر سماحًا بالسفر إلى القدس من داخل مصر.
ويتضمن برنامج القدس، زيارة قبر "لعازر" في قرية العزارية (بيت عنيا)، ثم التوجه إلى مدينة اللد لزيارة كنيسة مارجرجس، ثم زيارة بيت طبيثا، وبيت سمعان الدباغ، وكنيسة القديس بطرس، وفي اليوم التالي، المعروف بـ"أحد الشعانين"، وهو يوم دخول المسيح للقدس، يزور المسيحيون كنيسة القيامة لحضور قداس وزفة الشعانين، وحقل الرعاة في بيت ساحور والمرور بقبر "راحيل" زوجة يعقوب، ثم التوجه إلى بيت لحم لزيارة "مغارة الحليب"، وبعد ذلك زيارة كنيسة المهد، ثم التوجه إلى "عين كارم" وزيارة كنيسة الزيارة وكنيسة يوحنا المعمدان.
وتتضمن البرامج كذلك زيارة "كنيسة التبغا"، أو عين السبع، ثم الصعود إلى "جبل التطويبات"، ثم التوجه إلى كفر ناحوم لزيارة منزل "حماة بطرس" التي شفاها المسيح من الحمى، حسب الاعتقاد المسيحي، ثم جولة بالمركب في بحيرة طبريا، وكذلك زيارة مدينة أريحا وصعود "جبل التجربة" بالتلفريك، و"شجرة زكا"، ثم الانتقال بعد ذلك إلى نهر الأردن لينزل الأقباط في البحر الميت بالملابس البيضاء للتبرك به.
وتشمل البرامج أيضاً زيارة "بيت فاجى" في جبل الزيتون، ثم "كنيسة الصعود"، و"كنيسة أبانا" التي توجد بها كتابة للصلاة الربانية بجميع لغات العالم، ومشاهدة الكنيسة الروسية ذات التيجان الذهبية.